منتديات الامام الكاظم عليه السلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


رشحني كأفضل المواقع الشيعية
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
سفينة النجاة




المساهمات : 65
تاريخ التسجيل : 24/11/2008

هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد Empty
مُساهمةموضوع: رد: هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد   هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد Emptyالخميس يناير 08, 2009 3:18 pm

مشكوووووووووورة
على المجهوود الرااائع
يسلمو
يعطيك العافية
اللة لايحرمنا منك ياارب
تحياتي:
سفينة النجاة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
دماء الطف (ام منتظر)
مديرة المنتدى
دماء الطف (ام منتظر)


المساهمات : 257
تاريخ التسجيل : 01/08/2008
العمر : 35

هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد Empty
مُساهمةموضوع: رد: هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد   هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد Emptyالسبت ديسمبر 06, 2008 3:39 am

الخاتمة


وفي الختام يحسن هنا الإستئناس بدلالة تبشير النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالمهدي أمته من بعده فقال : ( أبشركم بالمهدي يبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلازل ) (1) .

وقد كان النبي من قبل يبشر فيرزقه الله تعالى ولدا فيكون نبياً أو رسولا ، والمصطفى صلى الله عليه وآله وسلم عمد ليبشر الأمة كلها بالمهدي ، ثم لا يكون رسولا على سنة الانبياء والرسل من قبله ؟! .

قال تعالى : ﴿ رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ﴾ وقال :﴿ وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين ﴾ . وهكذا كانت سنة الله تعالى ببشاراتهم ، يكون المبشر به نبيا أو رسولا ، أو وليا صالحا صديقا زكيا .

وعليه اختار المصطفى كلمة (أبشركم ) في خبر المهدي ، ولو تفكر العاقل بهذه وضمها لما تقرر سابقا أدرك بذلك حقيقة الأمر وتجلى له هذا السر العظيم وأيقن بعظيم منزلة المهدي عليه السلام عند الله تعالى وعرف مكانته في سلسلة رسل الله تعالى وأنبياءه ، وأن من علو شرفه وعظيم مكانته عند مولاه أن أعلن البشرى به على لسان سيد الأولين والآخرين الصادق المصدق ، خاتمة خير جعلها في الآخرين .

والذين يظنون بالمهدي أن أمره لن يتعدى كونه فردا عاديا كسائر الأفراد في هذه الأمة ، من الذين يهتدون بعد ضلالة ويسلكون سبيل الرشاد بعد الغواية ، ثم ما يلبثون إلا ويجدون أنفسهم من أهل الخير والصلاح !! ، فالذين يحسبون حاله على هذه المثابة فبشرهم بسوء العاقبة والحرمان من كل خير في امره على جهلهم هذا وضلالهم الأكيد ، إذ حرموا أنفسهم هذه الهداية العظيمة من هداية رسل الله تعالى ، وأخطأوا سبيلا من سبل الرحمن عز وجل للنجاة .

ولتأتوا معي إخواني المصدقين لنقف على هدي القرآن في ذلك لتستنير قلوبنا بتبين أخبار رسل الله تعالى وأنبيائه على وفق هذه السنة الربانية العظيمة ، مما قص علينا ربنا بكتابه وفصل عن أخبارهم لنتعرف هل بالفعل المهدي على وفق عناية المصطفى عليه الصلاة والسلام باختيار كلماته الشرعية ، أن قد أنزل أمره على ما يظنه هؤلاء الجهلة أم لا ؟ .

وكما عرف الجميع أن المصطفى عليه الصلاة والسلام كان خلقه القرآن على ما ذكرت عائشة رضي الله عنها ، فهو كثيرا ما يواطئ القرآن بأفعاله وأقواله ، وما إخباره عن حفيده المهدي عليه السلام إلا على وفق هدي القرآن .

أولا : نص القرآن على أن إخبار المسيح عليه السلام بالنبي عليه الصلاة والسلام نفسه كانت بنفس الصيغة التي اختارها المصطفى لحفيده المهدي وذلك في قوله عز وجل على لسان المسيح عليه السلام : ﴿ ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ﴾ . وعليه لما بشر المصطفى بالمهدي بعده إنما كان هذا جريا على عادة الرسل كل يبشر بالذي بعده ، وحتى المهدي عليه السلام اقتضت حكمة الله تعالى في أمره عمل هذه السنة إذ أنه الآن يبشر بعودة المصطفى عليه الصلاة والسلام كما بشر به هو من قبل ، وهكذا :﴿ رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ﴾ وقال : ﴿وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين﴾ .

وأيضا من بشارته للمؤمنين قرب التمكين والظفر ، ولأعداء الدين قرب حلول المنايا والنقم ، والأمور العظام المخبر عنها سابقا من خسف ومسخ وقذف وقتل لم يرى الناس مثله قط على يد السفاح وسيفه .

إنها السنن التي لا تتخلف وما كان شيئا في السابقين إلا وسيكون في هذه الأمة مثله !! .

ثانيا : ومن ذلك تبشير الملائكة إبراهيم الخليل بولديه ، قال تعالى : ﴿ ونبئهم عن ضيفِ إبراهيم . إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال إنا منكم وجلون . قالوا لا توجل إنا نبشرك بغلام عليم ﴾ .

وهنا البشارة بإسحاق عليه السلام على خلاف البشارة في قوله تعالى : ﴿وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين . رب هب لي من الصالحين . فبشرناه بغلام حليم ﴾ . فهي بإسماعيل عليه السلام فقد قص بعد ذلك تفاصيل الرؤيا وأمر الذبح والفداء بالكبش ، أما خبر البشارة في الآية السابقة فكانت في إسحاق عليه السلام ، فقد أغفل هناك ما ذكره هنا لإرادة التفريق بين الولدين ، وكلاهما صار نبيا عليهما السلام جميعا . قال تعالى : ﴿ وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين ﴾ . والله تعالى إذا أراد بخبر البشارة إسحاق لا يصفه إلا بالعليم ، أما إسماعيل فيصفه بالحليم لإرادة التفريق بين مراد البشارتين .

وفي سورة هود كانت البشارة بإسحاق ويعقوب كذلك وكلاهما نبي كريم : ﴿ وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن ورآء إسحاق يعقوب﴾ .

ثالثا : ومثل ذلك ما جرى مع زكريا عليه السلام في قوله تعالى : ﴿ يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحي ﴾ . والكل يعلم أن يحي عليه السلام نبيا من الصالحين يوحى له : ﴿ أن الله يبشرك بيحي مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين ﴾ .

رابعا : مريم عليها السلام حين بشرت بالمسيح ومن الله تعالى بلسان ملائكته لها وذلك في قوله عز وجل: ﴿ إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين ﴾ .

وهكذا هي سنة الرسل والأنبياء ما بشروا بذرية إلا وكانت البشرى واقعة على رسول أو نبي ، وهل بشر المصطفى بأحد من ذريته إلا بالمهدي من بعده جريا على سنة من سبقه من أنبياء الله تعالى ، فكان عند الله تعالى رسولا اختصه الله تعالى بوحي الرؤيا الذي أبقي في الأمة بعد المصطفى لأجل المهدي وأمره حتى أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صرح من غير تورية أنه الجزء الوحيد المتبقي من أجزاء الوحي وسماه ( البشرى ) وبهذا قوام أمر المهدي لا كما فهم السذج والبسطاء من عامة المسلمين أن أمره لا يخرج إلى ما ذكرنا على الرغم من البشارة به !!.

____________________
(1) قال الهيثمي : رواه أحمد وأبو يعلى باختصار كثير ورجالهما ثقات اهـ .
وذكر التويجري أن الحافظان العراقي وابن حجر أقراه لكونهما قد حررا مجمع الزوائد معه .
ورواه الحاكم من غير هذا الوجه باختصار أيضا وصححه ووافقه الذهبي .





تم الكتاب بحمد الله تعالى مساء الثلاثاء
بتاريخ : 28 صفـر 1427 هـ
الموافق 28/3/ 2006



نسألكم الدعاء
رحم الله من قرأ الفاتحة واهداها الى روح المرحوم الشاب صلاح ابراهيم الشويخ
انتهيت منع بعون الله و اتمنى انه ينال اعجباكم ان شاااااااااااااااااااااء الله..................
تحيتي
أختكم دماء الطف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alkazem.ahlamontada.com
دماء الطف (ام منتظر)
مديرة المنتدى
دماء الطف (ام منتظر)


المساهمات : 257
تاريخ التسجيل : 01/08/2008
العمر : 35

هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد Empty
مُساهمةموضوع: رد: هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد   هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد Emptyالسبت ديسمبر 06, 2008 3:19 am

ولنرتب مذاهبهم بهذا وأسمائهم على النحو التالي :

من قال منهم أن كل رسول نبي : الثعالبي والواحدي والبغوي والقاضي عياض والمهدوي وعبدالله بن احمد النسفي وابن جزئ الكلبي الغرناطي والرازي والقرطبي والخطابي والزمخشري وابن كثير وابن أبي العز الحنفي والشربيني والسفاريني والألوسي ، ومن المتأخرين ابن عثيمين وعبد الرزاق عفيفي والتويجري ، وجمهور غفير من المتأخرين والمتقدمين لا يحصيهم إلا المولى عز وجل ، وهو قولٌ ضال باطل مخالف للكتاب والسنة على ما أسلفت .

ومن قال بأن كل نبي رسول : الكلبي والفراء ( حكاه عنهم الرازي ) وذكره مذهبا للمعتزلة . ونسبه التويجري للقطري ابن محمود ، وهو قول الشنقيطي والمدعو بعمر الأشقر ، وفي بعض توجيه لإبن تيمية أنه يذهب لهذا ، ومال له في بعض قوله القرطبي في تفسيره في أول شرحه لتلك الآية من سورة الحج . (26)

وفي الختام أقول : ووالله لوما كرامة عمر الفاروق ومكانته وما أيقنا من سلامة صدره من الحيف والغش ووجوب إحسان الظن بمهاجرة قريش لطعنت به وبهم ولرميتهم بالعصبية ، فقد ثبت عنه رضي الله عنه طرح الأنصار من قوله تعالى : ﴿ والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ﴾ . فقد كان له بهذه قراءة مقيتة يحسبها مما أنزل الله تعالى ، ثم بان له أنه كان واهما على الله تعالى قائلا عليه ما لم يقله ، وقد راجعه زيد ولم ينته حتى إذا أصر انردع عنه زيد رضي الله عنه فهو لم يكن مثل أبي وبقوته لا يلين له ويترك ما عرفه لعمر الفاروق ، لكنه لما رأى أبي بن كعب اجتمع وزيد على خلافه حينها سلم وسلم كتاب الله تعالى من رأي عمر .

قال عمرو بن عامر الأنصاري ، أن عمر بن الخطاب ، قرأ : ﴿ والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصارُ الذين اتبعوهم بإحسان ﴾ فرفع الأنصار ، ولم يلحق الواو في الذين ، فقال له زيد بن ثابت : والذين اتبعوهم بإحسان فقال عمر : ( الذين اتبعوهم بإحسان ) فقال زيد : أمير المؤمنين أعلم !! .

فقال عمر : " ائتوني بأبي بن كعب ، فسأله عن ذلك فقال أبي : والذين اتبعوهم بإحسان فقال عمر : " فنعم إذا " . فتابع أبيا . (27)

ورواه الطبري عن محمد بن كعب القرظي ، أنه قال : " مر عمر بن الخطاب برجل يقرأ : ﴿ والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار . . ﴾ حتى بلغ : ورضوا عنه قال : وأخذ عمر بيده فقال : من أقرأك هذا ؟ قال : أبي بن كعب . فقال : لا تفارقني حتى أذهب بك إليه فلما جاءه قال عمر : أنت أقرأت هذا هذه الآية هكذا ؟ قال : نعم ، قال : أنت سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ قال : نعم ، قال : لقد كنت أظن أنا رفعنا رفعة لا يبلغها أحد بعدنا .

فقال أبي : بلى تصديق هذه الآية في أول سورة الجمعة : وآخرين منهم لما يلحقوا بهم . . إلى : وهو العزيز الحكيم ، وفي سورة الحشر : والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ، وفي الأنفال : والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم إلى آخر الآية " اهـ .

فإن كان هذا يأتي ممن دفع الصديق لجمع القرآن ولا زال به حتى فعل ذلك ، فقد كان الصديق وزيد يكرهان فعل ذلك ولا زال بهما حتى وافقا ، وكان مطلبه رضي الله عنه جمع القرآن فقط لا بقصد تأليفه مصحفا واحدا ثم حمل الناس عليه مثل ما عملوا في زمان عثمان ، إلا أنهم بدأوا باشتراط اثبات التلاوة على لسان قريش ، فكان يرد ما استنكروه ضمن ذلك بهذه الذريعة وقد أكثروا على أبي وابن مسعود في الرد والتحقيق وفيهم ما فيهم مثل هذه وغيرها ، وهذا لأظهر برهان على أن ما عملوه يبقى اجتهادات بشرية وعلى أساسه كان إطراح الحرف الأهم والأعظم شأنا ﴿ ولا محدث ﴾ ما ترتب على ذلك من مفاسد عظيمة داخلت إيمان الناس حتى يومنا هذا ، وجهلٌ بكتاب الله تعالى لا يستهان به .

وهذا من حقيقة ما حصل في زمان الشيخين وهما من المؤمنين ما علمه الصالحون ، فكيف بما جرى بعدهما وزِيِدَ على عملهم ما زيد ، من جمع بعض القرآن على مصحف وفرضه على الناس والسعي الحثيث لحرق ما سواه حتى نادى ابن مسعود بأن يغل كل امرء مصحفه فإن الرجل يأت بما غل يوم القيامة ، حرصا على ما جمع هو من فيّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من كتاب الله تعالى ، وكان ابن عباس يعد ما عند ابن مسعود آخر ما عرض من قراءة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من بعد ما راجع جبريل القرآن مرتين عليه صلى الله عليه وسلم ، حتى رد ابن عباس زعم من وهم أن قراءة ابن مسعود أول وأقدم حروف القرآن وكان بعضهم يسميه " الحرف الأول " فقرر لهم خلاف هذا وقال :

" بل هو آخر ما قرأ عرضا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " .

وفي هذا رد على كذب من ادعى أن ما في مصحف عثمان آخرالحروف ، وزادوا أنه نسخ كل ما سبقه ، وهذا تخرص وباطل لا يعول عليه إلا الجهلة من الذين لا علم لهم بهذا الباب ، والله ولي التوفيق ، ومنه وحده الهداية ، ولا يرفع ما التبس من الحق إلا هداه وتسديده ، يهدي من يشاء ويضل من يشاء بيده الخير وهو على كل شيء قدير ، ولا حول ولا قوة إلا به العزيز الحكيم .
-

(1) متفق عليه ورواه البزار وغيره .
(2) رواه سعيد بن منصور والنسائي والترمذي وابن سعد وخلق كثير .
(3) رواه مسلم في صحيحه 1/465 .
(4) رواه أحمد وسعيد بن منصور في سننه والحاكم .
(5) رواه اسحاق بن راهوية وأبو عبيد في فضائل القرآن .
(6) سير أعلام النبلاء 2/417 .
(7) الإصابة 181 .
(Cool رواه أبو عبيد في فضائل القرآن وابن شبة في تأريخ المدينة .
(9) فضائل القرآن 192 .
(10) التفسير للقرطبي 14/123 .
(11) فضائل القرآن 193 .
(12) رواه ابن شبة في تاريخ المدينة .
(13) رواه مالك وعنه الشافعي وغيره .
(14) رواه عبدالرزاق الصنعاني .
(15) رواه ابو نعيم أشار له صاحب التمهيد .
(16) فضائل القرآن لأبي عبيد .
(17) تأريخ المدينة لإبن شبة .
(18) رواه في الموطأ وعنه الشافعي في مختلف الحديث .
(19) سبق تخريجه .
(20) رواه ابن ماجة والطبراني في الأوسط 8/12وقال الطبراني رواه ابن اسحاق عن عبدالرحمن بن قاسم وعبدالله بن أبي بكر وقال لم يروه عن عبدالرحمن غير ابن اسحاق .
(21) راجع الطيالسي وسير اعلام النبلاء للذهبي .
(22) الفوائد المنتخبة 236 وفضائل القرآن 188 .
(23) جواب سؤال عن الحروف السبع .
(24) جواب سؤال عن حديث : انزل القرآن على سبعة أحرف ص 120هامش كتاب الفوائد المعللة لأبي زرعة عبدالرحمن بن عمرو الدمشقي .
(25) التفسير للقرطبي 12/80 .
(26) تفسير القرطبي 12/80 .
(27) فضائل القرآن لأبي عبيد .

يتبع...........
تحيتي
أختكم دماء الطف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alkazem.ahlamontada.com
دماء الطف (ام منتظر)
مديرة المنتدى
دماء الطف (ام منتظر)


المساهمات : 257
تاريخ التسجيل : 01/08/2008
العمر : 35

هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد Empty
مُساهمةموضوع: رد: هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد   هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد Emptyالسبت ديسمبر 06, 2008 3:17 am

وهنا أقول : أين ما يحملون الآية ويتأولونها بالتحريف سيبقون غير موفقين في الجمع ما بين دلالة هذه الآية ودلالة الخبر المتفق عليه عند البراء رضي الله عنه ، فما رضيه البراء لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنما هو محمول على معنى الآية التي قدمت الرسول على النبي المرسل! ، وهذا فضلا على أنه لم يدر بخلد أحد منهم ، أن دلالة حديث البراء على حسب ما ظهر لهم منه تصادم دلالة تقديم التشريف في هذه الآية ، ولذا لم يحققوا جوابا له بكل شروحهم عجزوا عن ذلك وأكثرهم أغفل ذلك ، ومع هذا تجد بعضهم ببلاهة يورد حديث البراء ويستدل عليه لشرح معنى الآية مع عدم علمهم أنهم يوردون حديثا دلالته تصادم دلالة الآية وتعارضها معارضة تضاد في ظاهر كل منهما على حسب أصولهم ، ثم لا يميزون الفرق ووجه كل منها دليلا على سهوهم عن هذا أو عجزهم عن بيانه ، فيوردون حديث البراء لإثبات وجود النبي المرسل ، ويغفلون أن معنى الآية دال على وجوده فلا حاجة للتدليل على ذلك ، ثم لا يجيبون عن رد ما اختار البراء لرسول الله من منزلة علية على حسب دلالة الآية وهو كونه صلوات ربي وسلامه عليه رسول مرسل ، فرد قول البراء للقول بـ " نبي رسول " ! ، والآية قدمت كما هو ظاهرها على " النبي المرسل " " الرسول المرسل " ، وهذا مما لم يجيبوا عليه قط .

فبات شغلهم الشاغل بعد ما طرحوا " ولا محدث " ما تمييز الرسول من النبي المرسل ؟، وإن كان النبي المرسل بالمنزلة التالية للرسول المرسل فمن يكون هذا النبي المرسل ، وهكذا التبست عليهم الآية وأغلق معناها ، وبات إلغاء كلمة " محدث " من الآية التي كانت تدل على إرسال هذا الصنف من الرسل كذلك واعتباره من جنس المرسلين وبدلا من أن يثبـّت هذا بنص القرآن طمس وأبُعد عن اعتقاد الخلق ، مما زاد بالإشكال وكان سبب لعجز المتأخرين هؤلاء عن إدراك حقيقة أمر المهدي عليه السلام وحقيقة تحقق بعثه وأنه ارسال من الله تعالى ، ثم لم يجدوا ما يُعِينُهم على الفهم وإدراك ما يعنيه الله تعالى من الآية ، ففروا بصنيعهم من محذور ووقعوا بما هو أشد منه ، حتى ألزموا أنفسهم أقوالا منكرة اختلفوا عليها فيما بينهم ، تجنبوا الخلاف على الآية فأوقعهم الله بأشد ما يكون الخلاف جزاءً أراه وعقوبة من جنس الفعل المنكر الذي فعلوه .

وتفصيل أقوالهم المنكرة هنا : " أن كل نبي رسول " . وهو من الباطل التزمه بعضهم ، مقابل مقولة آخرين أن : " ليس كل نبي رسول " .

واتفقوا جميعهم على : " أن كل رسول نبي " . وهو معتقد باطل يرده القرآن والسنة ، اتفق عليه أهل أثرهم والكلام التزاما منهم جميعا لتفسير معنى الآية ومحاولةً يائسة بائسة للخروج من الإشكال الذي وقعوا به .

قال بعضهم بأن : النبي أعم من الرسول ، فكل رسول نبي وليس كل نبي رسولا ، فقدم الرسول لمناسبته لقوله " وما أرسلنا " ، وأخر النبي لتحصيل العموم ، لأنه لو اقتصر على رسول لم يدخل في ذلك من كان نبيا غير رسول !! اهـ .هذا حكاه ابن جزئ الكلبي الغرناطي في تفسير الآية .

فانظروا لمدى هذا التخبط والجهل على الآية : إذ جُعِلَ النبي في هذه الآية غير مرسل وهو على خلاف منطوق الآية ومفهومها حسب ظاهرها .

وصرح بهذا المعنى الذي قرره الغرناطي الرازي فقال : الآية دالة على أن كل رسول نبي وليس كل نبي رسول ، لأنه عطف على الرسول وذلك يوجب المغايرة ! وهو من باب عطف العام على الخاص .

وهذا يعني أن المغايرة عنده في النبي هنا أنه ليس رسول وهو خلاف خبر الآية والأمر بين والتحريف غير خاف هنا ، يتخبطون بتقرير ما يضاد مراد الله تعالى الذي أخبر به ، فالإرسال هنا يعم كل هذه الأجناس من رسل الله تعالى ، ولذا جعلهم مراتب فقدم الأعلى ثم الأدنى ثم الأدنى ، ولو لم يحذف " المحدث " من هذا التسلسل لإتضح المعنى جليا .

وعاد القرطبي في موضع آخر على قوله تعالى : ﴿ الذين يتبعون الرسول النبي ﴾. ليقرر بأن الرسول والنبي إسمان لمعنيين فإن الرسول أخص من النبي وقدم الرسول اهتماما لمعنى الرسالة وإلا فمعنى النبوة هو المتقدم ولذلك رد رسول الله على البراء قوله " وبرسولك الذي ارسلت " فقال " بنبيك الذي ارسلت " . وأيضا فإن قوله " وبرسولك الذي ارسلت " تكرير الرسالة وهو معنى واحد فيكون كالحشو الذي لا فائدة ! فيه بخلاف " ونبيك الذي أرسلت " فإنهما لا تكرار فيهما وعلى هذا فكل رسول نبي وليس كل نبي رسولا لأن الرسول والنبي يشتركان في أمر عام وهو النبأ وافترقا في أمر وهي الرسالة اهـ .

انظروا وتمعنوا ، نطق الكفر توا ونسب لقول الله تعالى هناك الحشو ، وأن لا معنى له ولا فائدة ، وكذب البعيد إنهم قوم يجهلون .



فلا تُدخِلَنَّ الدَّهْرَ قَبْرَكَ حوبَة ً *** يَقـُومُ بها يوماً عليكَ حَسِيبُ


فهناك قال تعالى : ﴿ وما أرسلنا من قبلك من رسول ﴾ وهنا أكد عين ما قال البراء لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ذاك الخبر ، وإحالة رسول الله له هناك بالحديث للنبوة ثم الرسالة إنما يوافق بالمنزلة في الآية ذكر " النبي " الذي تلى " الرسول " فكليهما مرسلين ، وهم لم يأتوا بجواب على هذا وتخبطوا حتى الكفر مثل ما رأينا مع القرطبي ، كلهم يدور مداره لا يدرون وجه الآية ولا يستطيعون الخروج منها بالحق .

وممن خالف قوله تعالى في هذه الآية ومراده فيها ، التويجري فقال ردا على القطري ابن محمود ( كل نبي فإنه رسول وانه لا فرق بين الرسول والنبي إلا بمجرد الإسم والمسمى واحد ) .

قال التويجري : دل القرآن على الفرق ثم ذكر الآية وقال : فقد فرق تبارك وتعالى بين الرسول والنبي وعطف النبي على الرسول والعطف يقتضي المغايرة اهـ .

انظروا لمدى المخالفة لله تعالى وخبره في الآية ، ومدى تلبيسهم وخبطهم ، يُعَطَل تشريكهم بالفعل لواو العطف ، بحجة المغايرة والتي لا يصح تكون من كل وجه ، خصوصا بالوجه المخبر عنه في الآية وهو فعل الإرسال ، يعني لما يقول المتكلم : ( ما أخرجنا من بيت التويجري من أولاده ولا بناته ولا خدمه إلا من رضي ) فهذا عند التويجري لا يقتضي إلا خروج أولاده دون بناته وخدمه ، وهذا من ذاك المعنى ، فالمغايرة عنده في جنسهم تعطل الفعل ، انظروا بهذا التقريب تدركوا كيف يفكر القوم في كتاب الله تعالى ونبوءاته العظيمة ؟! .

وهو يريد يقلد إبن تيمية لكن المغايرة منعت بحق هنا ، وبقى ابن تيمية هو ابن تيمية والتويجري هو التويجري ، قال ابن تيمية رحمه الله تعالى :

عطف الشيء على الشيء في القرآن وسائر الكلام يقتضي مغايرة بين المعطوف والمعطوف عليه مع اشتراك المعطوف والمعطوف عليه في الحكم ! الذي ذكر لهما !! اهـ .

وهذا عين ما دعاهم لإخراج " المحدث " من تلك الآية حتى لا يشترك في الحكم الذي ذكر للرسول والنبي في الآية ، ولأجل ذلك طرحوا من الآية هذا الحرف .

والقطري وافق قوله ( كل نبي رسول ) ، القرطبي في تفسيره وقد ذكرته قبل : أن قوما يرون أن الأنبياء صلوات الله عليهم فيهم مرسلون وفيهم غير مرسلين . وغيرهم يذهب إلى انه لا يجوز أن يقال نبيّ حتى يكون مرسلا ! . والدليل على صحة هذا قوله تعالى :﴿ وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ﴾ فأوجب للنبي صلى الله عليه وسلم الرسالة . وان معنى " نبيّ " أنبأ عن الله عز وجل ، ومعنى انبأ عن الله عز وجل الإرسال بعينه اهـ .

وفي تفسيره قوله تعالى : ﴿ الذين يتبعون الرسول النبي ﴾ خالف قوله السابق فقال : فكل رسول نبي وليس كل نبي رسولا ! . وهكذا تراهم مضطربين يتقلبون بين الأقوال لا يثبتون على قول .

ومثله حصل مع الفراء فالقرطبي في تفسيره ينقل عنه قوله : كل رسول نبي وليس كل نبي رسول . ويأتي الرازي في تفسير آية سورة الحج فيحكي عنه وعن الكلبي : ( أن كل نبي رسول ) ، وأنه قول المعتزلة ! ، ثم يرجح هو أن كل رسول نبي وليس كل نبي رسول ويحتج على ذلك بآية الحج .

يتبع..........
تحيتي
أختكم دماء الطف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alkazem.ahlamontada.com
دماء الطف (ام منتظر)
مديرة المنتدى
دماء الطف (ام منتظر)


المساهمات : 257
تاريخ التسجيل : 01/08/2008
العمر : 35

هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد Empty
مُساهمةموضوع: رد: هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد   هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد Emptyالسبت ديسمبر 06, 2008 3:16 am

وهذا من جنس ما سبق تخليط وكذب وتحكم على كتاب الله تعالى وما أنزل من الهدى ، فترتيب الصور ليس من جنس إلغاء أحرف أنزلها الله تعالى على عبده ورسوله وكان الصحابة إذا اختلفوا عليها بحياته ورجعوا له في ذلك يزجرهم وينهاهم عن الإختلاف عليها أشد النهي ، ويأمرهم بأن يقرأوها كما عُلِموا ، كلٌ يقرأ مثل ما علم ويردهم عن هذا الإختلاف وكان يعده ضربا للكتاب بعضه ببعض ، وقد تكرر من بعضهم هذا ، ومع هذا عادوا لما نهوا من بعده وضربوا الكتاب بعضه ببعض وهو يصدق بعضه البعض ، ثم يقولون هذا ومثله زيادة في التلبيس وطمس حقيقة أن ما حصل إنما هو منكر عظيم ، بل هو دليل أكيد على أن هذه الأمة غير صحيح قولهم أنها لا تجتمع على ضلالة بل اجتمعت على ضلالة وهو هذا المنكر الذي عملوه بكتاب الله تعالى والسنة على رده ، لكنهم أصروا وما زالوا لا يعرفون نكارته ، إنه العناد وتوارث الجهل ، صدوا وبعُدَ بهم عن إدراك حقيقة ما حصل .

ولو كان ذلك هو الحق لأمر به الله تعالى ورسوله ، بل كان مثل ما قلت : أن بعضهم حين كان يرى البعض يقرأ بخلاف قراءته أنهم كانوا يتحاكمون لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك ، فكان يزجرهم وينهاهم عن الإختلاف في ذلك ويقر كلٌ على ما قرأ ، وتلك هي الأحرف لا ما ادعى من جاء بعدُ وهو لا يدرك وجه الأمر .

ثم عاد رحمه الله تعالى فقال بعد ذلك : هذا النزاع لا بد أن يبنى على الأصل الذي سأل عنه السائل وهو أن القراءات السبع : هل هي حروف من الحروف السبعة أو لا ؟ .

ثم قرر : أن مصحف عثمان والقراءات السبع كلها تعد حرفا من الحروف السبعة ، التي ذكرت بالحديث لا أنها كلها الحروف السبعة ما عداها ليست من الحروف السبع اهـ . (24)

وبهذا كفانا مؤنة الرد عليه ونقاشه على التفصيل ، اذا نقض ما منع منه قبل وعاد لتقرير أن المصحف العثماني هو حرف من الحروف السبع والقراءات كذلك ، وما خرج عنه يكون من تلك الحروف ، إلا أنهم قرروا ما قرروا وقرارهم هذا لا يعد نسخا لحديث فرد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فما بالكم بما أُنزل من كلام الله تعالى ، ومن ذلك القراءة الثابتة عن أبي وابن عباس بـ ﴿ ولا محدث ﴾ .

إلا أن هذا لا يمنعني من الرد عليه بالقول :

بأن ادعاء أن المصحف الذي جمعه عثمان هو حرف من الحروف السبعة كذب وافتراء هو كذلك ، كما أن القراءات ليست هي من الحروف السبعة في جملتها ، ومن قال هذا لم يدرك معنى الحروف السبعة ولا يدري هذا الباب ما وجهه ، إن كان يعني بالقراءات هنا المتعارف عليها عندهم حتى زادت فوصلت لعشرة أو أكثر ، مثل قراءة عاصم والأعمش وما شابه ، فهذا من حسب أنها من الحروف السبعة فهو جاهل حتما في معرفة ما تعنيه الحروف السبعة التي أنزل الله تعالى عليها القرآن .

وأقول بعد هذا : أنهم لما طرحوا هذا الحرف جازاهم الله تعالى بالإلتباس في معنى الآية التي بتروها ، فعلى أي أوجه التأويل يحرفوها بعد ما بترت ، وأتى دور التحريف للمعنى بعد ما أزيل الكلم من بعد مواضعه ، وهذا من أخطر ما استشرى في هذه الأمة ، فإن التحريف الذي كان في بني اسرائيل سرى فيهم ، وأخطر ذلك أنه سرى على وجهي التحريف الذي حكاه بعض العلماء ومنهم البخاري وابن تيمية فهم من رجح أن التحريف الذي كان في بني اسرائيل لنبوءات أنبيائهم أنه كان للمعنى دون الحرف في بعض المواضع لا كلها ، وقال غيرهم ان التحريف وقع على بعض الأحرف والمعاني ، فكان الذي حصل في هذه الأمة نظير ما وقع في بني اسرائيل والأنكى أنه حصل فيها على الوجهين ، تحريف للحرف بطرحه ، وتحريف للمعنى الذي تبقى على ما تقرر في هذه الآية العظيمة والتي انبنى على بترها وتحريف معناها استشكالهم ما أراد الله تعالى فيها ! .

قال القرطبي (قال العلماء ) : إن هذه الآية مشكلة من جهتين :

إحداهما : أن قوما يرون أن الأنبياء صلوات الله عليهم فيهم مرسلون وفيهم غير مرسلين . وغيرهم يذهب إلى انه لا يجوز ان يقال نبيّ حتى يكون مرسلا ! . والدليل على صحة هذا قوله تعالى : ﴿ وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ﴾ فأوجب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم الرسالة . وأن معنى " نبيّ " أنبأ عن الله عز وجل ، ومعنا أنبأ عن الله عز وجل الإرسال بعينه .

وقال الفراء : الرسول الذي أرسل إلى الخلق بإرسال جبريل عليه السلام إليه عيانا ، والنبي الذي تكون نبوته إلهاما أو مناما ، فكل رسول نبيّ وليس كل نبيّ رسولا .

قال المهدوِيّ : وهذا هو الصحيح ، أن كل رسول نبيٌّ وليس كل نبي رسولا .

وكذا ذكر القاضي عياض في كتاب الشفا قال : والصحيح والذي عليه الجمّ الغفير ان كل رسول نبي وليس كل نبي رسولا ، واحتج بحديث أبي ذر ، وأن الرسل من الانبياء ثلاثمائة وثلاثة عشر ، أولهم آدم وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم اهـ . (25)

ومن هنا بدأ الخوض في ذلك وتتابع أهل التفسير بعد أن استشكلوا هذا الموضع من الآية وما المراد منها بعد ما بترها من بترها ، ثم عقبهم هؤلاء ليعرفوا ما المراد فأغلق عليهم جزاءً بما صنعوا ، وقد كان يوصي عليه الصلاة والسلام في حديثه أن يبلغ المرء ما سَمِعَ منه مثل ما سمِعْ ، فربَّ مبلغٍ أوعى من سامع ، فلا هم التزموا جميعا بما أوصاهم به على حديثه عليه الصلاة والسلام فقد تلاعب به الكثير بما لا يحصى وأفسدوا من ذلك الكثير والكثير حسب ما مر معي وعانيته بنفسي مرارا وفي مواضيع شتى .

ومثله فعلهم بهذه الآية الكريمة وغيرها ، حين لم يستسيغوا ما قرأ أبي ومعه ابن عباس لجهلهم معنى تلك الكلمة ، فطرحوها ليتخلصوا من تبعتها وما دروا أنهم بذلك أوقعوا أنفسهم بحرج وزيادة إغلاق عن معناها مثل ما هو بائن في خلفهم هؤلاء ، وزاد الطين بله ارتقاء من تعاطى الكلام منهم وما أكثرهم وأكثر كلامهم في هذا ومثله من كلام الله تعالى ورسوله ، كخوضهم في آيات وأحاديث الصفات ، يتلاعبون في كل ذلك تحريفا وتأويلا وتعطيلا حتى نفروا الناس وجعلوا الدين عسرا من بعد يسر ، وكهنوتا من بعد الفطرة السمحة ، أرادوا لها كحل العين يزينوها فأعموا عينها وتركوها .

هذا يقول وجه الحق كذا ، وذاك يحمل على غير ما حمل الآخر ، فتتضارب الأقاويل وتتشتت المراجع وتكثر ، فحرف بسبب ذلك الكثير من الأخبار والتفاسير ، وقد مر معي الكثير وعرف الناس من ذلك الكثير ، تحشى من ذلك الكتب بالمتون وشروحها ، ومن ثم تصير الشروح متونا وبعدها شروح ، شروح تلو شروح ، وفي النهاية اتبعت المثناة وترك القرآن وصحيح الحديث ، وأيست الناس من إصابة الحق وانصرف اكثرهم كل لوجهته بعيدا عن المحجة البيضاء ، فصار هذا حنبلي وذاك أشعري ، وهذا معتزلي وذاك جهمي ، وآخر مرجئ وذاك خارجي ، وذاك متكلم وهذا أثري ، صاروا شيع وأحزاب ، وطرائق وأضراب ، وعاد الدين غريبا والمؤمن بين ذلك تائه لا يدري إلى أين يتجه إلا من هدى الله تعالى وفتح عليه ، ولا زلنا معهم بالعناء والله يختم لدينه بخير ويعلي أمره ، ويزيل عن الإسلام هذه الحثالات وركام القرون من الجهالات ، فهو القادر على كل شيء سبحانه الواعد أهل البشرى بالنصر والتمكين ، والإسلام بالعز والظهور ، والحمد لله الذي ما يقضي للمؤمن في كل أحواله إلا بالخير .

حرمهم الله بركة تلك الآية لما صنعوا وصرفهم عن ادراك معناها فالتبست عليهم وصارت من أشد ما أشكل عليهم في القرآن ، بل تضاربت أكثر مما حسبوا أنهم لم يفهموا تأويلها فحسب ، مع ما اتفق عليه من حديث البراء ، فصارت على حسب ما قرروا في شأنها تصادم ما ثبت عن البراء رضي الله عنه وهو الحديث المتفق عليه بين البخاري ومسلم ورواه معهم جماعة قوله : " إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة . ثم اضطجع على شقك الأيمن . ثم قل اللهم إني أسلمت وجهي إليك . وفوضت أمري إليك . وألجأت ظهري إليك . رغبة ورهبة إليك . لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك .

اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت . وبنبيك الذي أرسلت . فإن مُت من ليلتك ، فأنت على الفطرة . واجعلهن آخر ما تتكلم به " .

قال ــ البراء ــ : فرددتها على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فلما بلغت : اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت . قلت : ورسولك الذي أرسلت. قال : " لا . ونبيك الذي أرسلت " اهـ .

وهم كانوا قد استشكلوا من الآية : إرسال الرسول ، والرسول نبي ! ، فلما سبق بذكر الرسول ثم أتبعه بالنبي في الآية ، وهل الرسول إلا نبيا كما روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم : " لقد كنت نبيا قبل ما اكون رسولا " ؟! .

وإن كان النبي يرسل هنا ، فما يكون معنى الرسول الذي قدم عليه ، ولهذا الإستشكال التزم من التزم إعتقاد أن كل نبي رسول !! ، وخالفهم غيرهم بأن ليس كل نبي رسول ، مثل ما أن كل رسول نبي ، فتحقق منهم الخلط هنا على الآية والحديث على السواء .

وأصلُ التقديم في الآية هنا للتشريف كما يفهم هذا من سياق الترتيب في الآية وهو يفيد هنا إتباع الرسول بالنبي ومن ثم المحدث " الملغى " بالطبع ، فمقام الرسل وهم أولي العزم من الرسل أعلى من مقام الأنبياء ، فهم مثلهم أنبياء لكن يغايرونهم بتلقي الوحي إذ زادهم الله تعالى مع التكليف بالإرسال تعدد وسائل تلقي الوحي ، مثل نزول جبريل يبلغهم شفاها ، ومنهم من كلمه الله تعالى وغيره مما علمناه ومما لم نعلمه .

أما مجرد أن يكون النبي نبيا فهذا يبقى دونهم بالمنزلة ولو أرسل ، يبين هذا ويوضحه مقام هارون من مقام موسى عليهم الصلاة والسلام ، فموسى من أولي العزم من الرسل كليم الله تعالى ، والله نبأه سبحانه بتكليف الرسالة من غير واسطة وهذا من أعلى مقامات الوحي من الله تعالى ، وهو إرسال اختيار منه سبحانه واصطفاء ، ثم موسى من بعدُ اختار لأخيه بالدعاء والمسألة أن يرسل معه هارون نبيا وزيرا عضيدا نصيرا ، فاستجاب الله له فنبأ هارون وأرسله معه ، وعليه يبقى مقام موسى نبيا رسولا ، ومقام هارون نبيا مرسلا ، فالأول أعلى شأنا من النبي المرسل كما هو بدهي هنا ، فإرسال هارون إنما تم لطلب من موسى ، أما إرسال موسى النبي فبإختيار المولى نفسه عز وجل واصطفائه .

مثل ما أن المحدث الرسول أعلى شأنا من مجرد النبي الغير مرسل ، لعلو مقام الإرسال عند الله تعالى وعليه يحمل ما روي في هذا الخصوص عن ابن سيرين وما روي مرفوعا ، في أن المهدي عليه الصلاة والسلام كان يفضل على بعض الأنبياء ، هذا هو تفصيل وتفسير معنى الآية ، ولا يعارض هذا ما ثبت عن البراء لما رد رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله : " ورسولك الذي أرسلت " ، لقول : " ونبيك الذي أرسلت " ، فهنا اقتضى المقام رفع اللبس بدخول مقام مطلق الإرسال بمطلق النبوة ، وبينهما فرق لا بد من رفع اللبس عنه ، لأنك باعتقاد أن الرسول رسولا لله تعالى لا يتضح مقامه هل هو نبي مرسل أو محدث مرسل ، فأبان المصطفى صلى الله عليه وسلم للبراء ما يرفع هذا اللبس بتعريفه مقام النبوة مع الإرسال هنا فالنبوة أرفع مقاما من مجرد الإرسال ، لذا قدم الوصف بها على الوصف بالإرسال ، وفي الآية لا يرد هذا هناك فالمعنى بالسياق غير ملتبس هناك بل هو دال على مقام كل منهم ، الرسل والأنبياء والمحدثين لا مجال هناك للتداخل فالخطاب خطابا ربانيا فاصلا ، والناس إنما داخلهم اللبس هناك وهنا نتيجة لإلغائهم قوله تعالى في الآية ﴿ ولا محدث ﴾، فانطمس عليهم تمام وجه المغايرة بين تلك المقامات ، فالرسول النبي ، والنبي المرسل ، والمحدث المرسل ، المنصوص على ذكرهم بالآية جعل المولى عز وجل لكل منهم درجةً وقدرا .

وقال الذين لا يعلمون هذا : إن كان النبي المرسل هنا نبي رسول ، فمن الرسول إذا ؟! .

يتبع...............
تحيتي
أختكم دماء الطف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alkazem.ahlamontada.com
دماء الطف (ام منتظر)
مديرة المنتدى
دماء الطف (ام منتظر)


المساهمات : 257
تاريخ التسجيل : 01/08/2008
العمر : 35

هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد Empty
مُساهمةموضوع: رد: هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد   هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد Emptyالسبت ديسمبر 06, 2008 3:15 am

بل هو يقينا صادق ، ومحال جمع الحروف السبعة ولو كان ممكنا هذا لأمر به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لكنه لم يأمر بذلك لإستحالته ، بل يعد جمع مصحف واحد مناقضا لأساس الحكمة من إنزال القرآن على الحروف السبعة .

أعود فأقول بعد الذي فات : أنه لا يصح بحال دعوى من ادعى أن هذا الحرف من قراءة أبي بن كعب ﴿ ولا محدث ﴾ أنه مما نسخ ، كيف وأبي لا زال يقرأُ به ، وعنه أخذ ذلك ابن عباس وثبت عنه أنه قرأ به ، وأيضا عنه أخذ أبو هريرة رضي الله عنه وكان يقرأ عليه القرآن ولم ينقل عنه إنكار ذلك ، ولو لم يكن ذلك عنده من كتاب الله تعالى لما قرأ به ولا أخذه عنه غيره ، إنما هي دعوى على كتاب الله تعالى . (21)

وعن علقمة أن أبا الدرداء قال له : كيف تحفظ كان عبدالله يقرأ : ﴿ والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى ﴾ قال علقمة فقلت : ﴿ والذكر والأنثى ﴾ قال أبو الدرداء : والله الذي لا إله إلا هو لهكذا أقرأني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من فيه إلى فيّ ، فما زال هؤلاء حتى كادوا يردوني عنها ! .

وفي لفظ : فما زال بي هؤلاء حتى شككوني ! . (22)

قال ابن تيمية رحمه الله تعالى : الذي عليه جمهور العلماء من السلف والأئمة : أن مصحف عثمان هو أحد الحروف السبعة ! . والأحاديث والآثار المشهورة المستفيضة تدل على هذا القول اهـ . (23)

هذا كذب محض وافتراء زائف ، بل مصحف عثمان ما هو إلا تأليف من الأكتاف والرقاع وجمع من الشتات ، فمنه ما وقع به خلل وقد بُين منه الكثير بل شهد عليه دخول اللحن وخطأ النساخ وهو عين ما كان يخشاه عمر أول أمره لما عرض عليه جمع الناس على مصحف فكان يخشى يجمع فيدخله الخلل ، وكان ذلك مانعا من جمع الناس على مصحف واحد عنده مثل ما عمل ذلك بعده في زمن عثمان .

ومنه ما فاتهم جمعه وذهب به ، إما بموت الرجال ، أو بما أكله الدجاج ، وزادوا على ذلك ما تعمدوا طرحه افتراءً على كلام الله تعالى وقرآنه العظيم ، ومن قال بهذا الذي قاله ابن تيمية قديما وحديثا وهم ، وهو أخف كذبهم على القرآن ، وأشده تلبيسا من زعم أن ما جمع في زمان عثمان قد نسخ كل ما عداه ، وهو اعتقاد من لُبِسَ عليه دينه ولبَّسَ على من ورائه من الأمة بإعادته وتقريره ، ولا يجوز لأحد قوله واعتقاده وهو يجهل إلى هذا الحد حقيقة الحروف السبعة وحقيقة ما حصل لها ، والذي حصل بتلك الفعلة يعد خطأ فادحا وخطبا جللا لا يرضي الله ورسوله ، يحتاج المرء لبيان مدى سوئه مصنفا كاملا ، لكني أقتصر على ما أوردت في هذا الفصل وقد أطلت مكرها ورغبتي أن أختصر ، لأوضح ما يمكن بالإشارة وإلا الأمر لا شك يحتاج لمده في الإطالة وبسط نشره عبارة بعد عبارة تفصيلا من أجل إيضاح وجه الأمر الملتبس هنا ، ولعل الله ييسر لنا في قادم أيامنا ذلك لإحكام تحقيقه بإذنه وفتحه وتيسيره .

ومما قال رحمه الله تعالى أن مقابل المذهب السابق مذهب : طوائف من الفقهاء والقراء وأهل الكلام الذين ذهبوا إلى أن هذا المصحف مشتمل على الأحرف السبعة ، قرر هذا طوائف من أهل الكلام كالقاضي أبي بكر ابن الباقلاني وغيره . بناء على أنه لا يجوز على الأمة أن تهمل نقل شئ من الأحرف السبعة ، وقد اتفقوا على نقل هذا المصحف العثماني وترك ما سواه ! .

قال هؤلاء : ولا يجوز أن ينهى عن القراءة ببعض الأحرف السبعة .

وقال : ومن نصر قول الأولين ــ أي أن المصحف حرف لا كل الحروف ، وهو المرجح عنده بائن هذا من سياق كلامه ــ يجيب تارة بما ذكره محمد بن جرير وغيره . من أن القراءة على الأحرف السبعة لم تكن واجباً على الأمة ، وإنما كان جائزا مرخصا لهم فيه ، وقد جعل إليهم الإختيار في أي حرف اختاروه ! اهـ .

وهذا كله تخليط وتزييف باطل على كتاب الله تعالى المنزل على الأحرف السبعة التي طمست لا كما زعم هؤلاء أنها حفظت ، بل طمست على الصحيح ومنها حرف أبي رضي الله عنه ﴿ ولا محدث ﴾ ، بل أقول :

قد اختلط كلام الله تبارك وتعالى بعضه ببعض وما عاد يمكن التمييز بين كل ذلك بعد ما طرح منه ما طرح ، وفقد منه ما فقد سواء بالنسيان أو التمزيع وحرق النيران ، ثم أتى هؤلاء الأدعياء ليقولوا بعد ذلك الكذب يثبتون المنكر على أنه حق ، وأنهم بما جمع السلف أتوا على الأحرف السبعة كلها ولم يسقط منها شيء وهذا قول باطل وتخرص ممجوج ، وأهونهم قولا كما قلت من قال : إنما هو حرف من الحروف السبعة . يتخرصون مختلفين في حقيقة ما جرى ، وما أكذب القول هنا بأن : الأحرف ليست واجبة القراءة ! .

وهذا عين التلبيس ، لأنه كلام صحيح في قراءة الصلاة ليس لأحد إيجاب حرف دون حرف بل القراءة تكون منه بما تيسر ، لكن قوله يعد رأس الباطل في طرح الحرف من السبعة ومنعه على ما فعل الكافة واتفقوا عليه سواء داخل الصلاة أو خارجها ، حتى اجتهدوا وحرصوا يحرقون ويمزعون كل ما عدى الذي جمع ، وأبطلوا الصلاة بالقراءة بأي حرف منها غير مذكور بما جمع وبات ذلك عندهم منكرٌ عظيم وهو من كلام الله تعالى ، فأبطل المخلوق كلام الخالق ! ، بادعاء النسخ كذبا وزورا وهذا مما قاله وأصله بعضهم : أن هذا تم ( أي النسخ ) بما جمعوا وانتقوا مما وجدوا من كلام الله تعالى فكان ذلك ناسخا لما سواه من كلام الله تعالى ، سبحانك ربنا هذا بهتان عظيم ، نبرأ منه إلى أن نلقاك .

وهذا كله تخليط ومراء بالقرآن وتكذيب لبعضه ، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن ذلك ، ومع هذا وقعوا بكل ذلك والعياذ بالله تعالى بما فعلوا من انتقاء وجمع غير مشروع عطلوا به سائر الحروف وطمسوا وجه معرفة ذلك وتمييزه ، فاختلط كلام الله تعالى بعضه ببعض لا يمكن تعيين تلك الأحرف من بعد إبعاد ما أبعدوا وفقد ما فقدوا وتمزيع وحرق ما حرقوا ، هذه حقيقة نقررها هنا لا نخشى فيها إلا الله تعالى ، نقولها على رؤوس الأشهاد ومن سخط فليسخط فالكذب طريق الهلكة ، وآكد ذلك الكذب على الله تعالى وكتابه ورسوله .

وقال ابن تيمية أيضا : كما أن ترتيب السور لم يكن واجبا عليهم منصوصاً بل مفوضا إلى اجتهادهم ، ولهذا كان ترتيب مصحف عبدالله على غير ترتيب مصحف زيد وكذلك مصحف غيره .

ثم قال في قراءة الحرف الخارج عن رسم مصحف عثمان مثل أحرف لإبن مسعود وأبي الدرداء وغيرهم قال : هذه إن ثبتت عن بعض الصحابة فهل يجوز أن يقرأ بها في الصلاة كذلك ؟ على قولين للعلماء وهما روايتان مشهورتان عن الإمام أحمد وروايتان عن مالك .

أحدهما : يجوز ذلك ، لأن الصحابة والتابعين كانوا يقرأون بهذه الحروف في الصلاة .

والثانية : لا يجوز ذلك ، وهو قول أكثر العلماء ، لأن هذه القراءات لم تثبت متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم وإن ثبتت فإنها منسوخة بالعرضة الآخرة .!! اهـ . (24)

يتبع..............
تحيتي
أختكم دماء الطف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alkazem.ahlamontada.com
دماء الطف (ام منتظر)
مديرة المنتدى
دماء الطف (ام منتظر)


المساهمات : 257
تاريخ التسجيل : 01/08/2008
العمر : 35

هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد Empty
مُساهمةموضوع: رد: هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد   هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد Emptyالسبت ديسمبر 06, 2008 3:14 am

ورواه ابن حبان واسحاق ابن راهوية ولفظه عنده : " ليرحم الله فلانا ، كأين من قراءته أذكرنيها وقد كنت نسيتها " . ولو كان مشروعا جمع القرآن بكتاب واحد لبادر من مثل هذا لجمعه ، لكنه لم يفعل .

وهذا ما جهله عامة الأصحاب وتقلدت الأمة بعدهم هذا فصُوبَ جمع القرآن ، ولأجل ذلك إلتزموا تصويب إطراحهم بعد ذلك ما استنكروا من قراءات بعض الصحابة بحجة خوف ذهاب القرآن أولا ، ثم بحجة الإختلاف لاحقا ، فصار ذلك من أصوب الصواب عندهم ، بل من المجمع عليه والعياذ بالله تعالى ، ولا يخالفهم في ذلك عندهم إلا ضال مخالف للجماعة وما جرى منهم على ابن مسعود ومصحفه مشهور ، مع أن أصل هذا العمل غير مشروع بل محدث ، عملٌ ليس عليه أمر الله ولا رسوله بل هو خلاف ذلك ، وهذا أعظمُ لبـسٍ وقعت به الأمة وضلت به حتى جحدت بمكر ابليس قرءانا يهدي الله به إلى حقيقة أمر المهدي عليه السلام ، وأنه رسول لله تعالى وخليفة بأمره ، فطرحوا بتلك الضلالة حرف أبي بن كعب المذكور فأخطأوا المثناة في أمر المهدي عليه السلام مكرا من الشيطان وطمسا لنبوءات القرآن في هذا الأمر العظيم الجلل ، وانقلب الإيمان عندهم كفرا ، والتصديق بحرف من كتاب الله تعالى تكذيبا ، وسرى فيهم هذا ليومنا هذا يتوارثونه قرنا بعد قرن ، كلهم يعتقد هذا الأمر الحق المبين باطلا وكفرا والعياذ بالله تعالى ، والله يهدي من يشاء لصراطه المستقيم .

والذي أراده أبي رضي الله عنه فيما قال لعمر هو عندي دال على مكانة هذا الصحابي الجليل وسعة علمه بكتاب الله تعالى ، مثل ما قال عمر وزكاه الله تعالى ورسوله في ذلك ، أنه أقرأ الأمة وأعلمها بحقيقة ذلك من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم وكان من علمه رضي الله عنه أن ابن عباس يأخذ القراءة عنه ، ونراه هنا امتنع وتوقف إن صح التعبير بالقول في كتابة شيء من القرآن على مثل ما يريده عمر ، فهو قد استُودِع ما أيقن أنه قرآن عنده ، وأثبت ما قرئ عليه من فم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولا يرى لنفسه جواز الأمر أو النهي عن الكتابة في سواه ! .

ومن هذا ، ومن كذلك ترك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمر الأمة أن تجمع سائر القرآن في مصحف واحد اعتقدت أن ما فعل غير مشروع ، فبه تتضارب حروف القرآن ويختلط بعضه ببعض ، وهذا عين ما حصل لما فعلوا هذا المنكر المحدث وكل محدثة ضلالة ، فتضادت الحروف على حسب رأيهم فجوزوا بعد ذلك لأنفسهم إلغاء ما ألغوا من كلام الباري عز وجل ، وهل عاقل لو تصور هذا تصورا معقولا إلا أنكره أشد الإنكار .

قال زيد : كنا نقرأ : ﴿ الشيخ والشيخة فارجموهما ألبتة ﴾ فقال مروان : ألا تجعله في المصحف . قال : ألا ترى أن الشابين الثيبين يرجمان ؟ ذكرنا ذلك وفينا عمر فقال : أنا أشفيكم قلنا : وكيف ذلك ؟ قال : أذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، إن شاء الله فأذكر كذا وكذا فإذا ذكر آية الرجم فأقول : يا رسول الله ، أكتبني آية الرجم قال : فأتاه فذكر ذلك له فذكر آية الرجم فقال : يا رسول الله ، أكتبني آية الرجم قال : " لا أستطيع " . رواه النسائي في الكبرى وفيه انقطاع وقد وصله أحمد رحمه الله تعالى في مسنده من طريق قتادة عن يونس بن جبير ، عن كثير بن الصلت قال :

كان سعيد بن العاص وزيد بن ثابت يكتبان المصاحف ، فمروا على هذه الآية ، فقال زيد : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ﴿ الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة ﴾ ، فقال عمر : لما أنزلت أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلت : أكتبنيها ، قال شعبة : ، فكأنه كره ذلك ، فقال عمر :

ألا ترى أن الشيخ إذا لم يحصن جلد ، وأن الشاب إذا زنى وقد أحصن رجم .

قلت هذا مشكل كبير جدا ، بغير كونه دليل على كراهة كتابة أحرف القرآن عند غير من تُخَصّصّ له ، فقد فهمت من هذا وما يلي أن هذا الحد عطل على الرغم من نزول قرءان به من الله تعالى وهو بحق مشكل كبير ، وكأنهم فهموا هذا من تضارب المنقول عن عمر رضي الله عنه ، فحسبوا عليه أنه يرمي لنسخ هذا الحكم وهذا باطل وظاهر كلامه وموقفه لا يدل على هذا ، فقد روى مالك ، عن يحيى بن سعيد ، أنه سمع سعيد بن المسيب ، يقول : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :

" إياكم أن تهلكوا عن آية الرجم ، أن يقول قائل : لا نجد حدين في كتاب الله ! ، فقد رجم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورجمنا ، فوالذي نفسي بيده لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبتها : ﴿ الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة ﴾، فإنا قد قرأناها " . (18)

وهذا يفهم منه أن ذلك حد واجب العمل به ولذا أحب كتابة الآية بالمصحف تثبيتا لحكمها لو ما خشية الناس من مقولتهم أن عمر كتب هذا ! .

وقول زيد وما حكى بعضهم عن عمر على ما نقل قبل عن رواية أحمد في مسنده يوهم أنهم كانوا يرونه مما نسخ والعمل على خلافه ، فإن كان هكذا الأمر عندهم فهو باطل ولا يصح دعوى النسخ على هذا ، وقوله تعالى هنا مطلق في الشيخ يدخل فيه من أحصن ومن لم يحصن ، يبين هذا الوجه أن لو أراد المحصن لنص عليه ، لكنه لما لم يبين ذلك وعمم فيهما دل هذا على أن ذلك مما لا يشترط له الإحصان ، فكل شيخ سواء محصن أو غير محصن يرجم ، ومن باب أولى على هذا أن يرجم المحصن شيخا كان أو شابا ، لا وجه عندي لهذا غير هذا الذي قلت ، ومن ادعى منهم أو كان هذا مراده بما قال بالتفريق ما بين الشيخ الغير محصن ، وبين الشاب المحصن ، فقد أخطأ وضل وبذلك أرى أن قد عُطِلَ حدٌ من حدود الله تعالى بدعوى كاذبة في النسخ ، ولو كان هناك شيء صريح لدعواهم في هذا لما احتاجوا لهذا التبرير ( ألا ترى ، ألا ترى ) .

وكانت هذه الآية في جملة آيات سورة الأحزاب إلا أنها لم تحفظ ذهب أكثرها ومنها هذه الآية وآية الرضاع والتي هي الأخرى ادعوا عليها النسخ ! .

قال عبدالرزاق ، عن الثوري ، عن عاصم بن أبي النجود ، عن زر بن حبيش قال : قال لي أبي بن كعب : " كأين تقرءون سورة الأحزاب ؟ " قال : قلت : إما ثلاثا وسبعين ، وإما أربعا وسبعين . قال : " أقط ؟ إن كانت لتقارب سورة البقرة ، أو لهي أطول منها ، وإن كانت فيها آية الرجم " !!.

قال : قلت : أبا المنذر وما آية الرجم ؟ قال : ﴿ إذا زنيا الشيخ والشيخة ، فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم ﴾ .

قال الثوري : وبلغنا أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانوا يقرءون القرآن أصيبوا يوم مسيلمة فذهبت حروف من القرآن . (19)

وعند أحمد في مسنده بلفظ : " كأين تقرأ سورة الأحزاب ؟ أو كأين تعدها ؟ " قال : قلت له : ثلاثا وسبعين آية ، فقال : " قط ، لقد رأيتها وإنها لتعادل سورة البقرة ! ، ولقد قرأنا فيها : ﴿ الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم ﴾ .

وعن عائشة رضي الله عنها قالت : نزلت آية الرجم ورضاع الكبير عشراً ، فلقد كان في صحيفة تحت سريري ! ، فلما مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تشاغلنا بموته ، فدخل داجن فأكلَهَا . (20)

قلت سبحان الله : إن كان هذا مع نومها تعلوها فبطن الداجن خير من ذلك مكانا إذاً ، وقد حرموا بركته لذلك ، أما إن كان لذلك تأويلا وليس بمستبعد ، كأن استودعتها ذلك المكان مبالغة بالحفاظ عليها لحين تحتاج إخراجها في نهارها ذلك فتخرجها ، أو أن يكون هذا السرير مما لا يستخدم ويحفظ تحته حاجياتهم العزيزة بات كالخزانة ، والله أعلم بوجه ذلك ، لكن الأهم هنا تقرير كذب ادعاء من ادعى على هذا النسخ لمجرد أنه فقد وقد رأينا كيف عمر كاد يثبتها بالمصحف وأفاد مجمل كلامه أن العمل على هذا الحكم ، ولا يخلو الأمر من إلتباس في هذا الموضع حسب نظري ، ويحتاج لتحرير ، فلربما عطل هنا حد من حدود الله تعالى ، وأن مراد الله تعالى بحكمه هذا أن الشيخ الغير محصن والشيخة يرجما كحال الشاب المحصن ، بخلاف حال الشاب الغير محصن ، فإن كان هذا وجه الأمر وليس ببعيد عندي ، فهو سبب اضطرابهم في ذلك وتخبطهم بدعوى نسخ التلاوة وبقاء الحكم حتى غم عليهم في هذا الموضع ، وهم بالحقيقة أضاعوا الحكم والتلاوة على هذا لم يصيبوا من ذلك شيء ، والأمر يبقى يحتاج لزيادة تحرير ونظر .

اما بخصوص ما نقل قبل من امتناع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إملاء هذه الآية لعمر فهو يثبت ما تقرر من كلامي أن الحروف والقرآن لا يستودعه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا لأشخاص هو يعينهم ، وهذا من الحجة القاطعة في ذلك ، حتى بقت تلك الآية في جملة آيات أخر بالرقاع الذي قالت عائشة رضي الله عنها أن الداجن أتت عليه ، والله أعلم من يكون هذا الصحابي الذي اودعت عنده كامل تلك الآيات وذُهب به أيضا في اليمامة أو غيرها ، أما من اعتقد وهو ما عليه رأي العامة أن فقدان تلك الآيات هو الدليل على أنها مما نسخت فهذا منكر عظيم وهو للأسف ما عليه جمهورهم ، ولم ينسخ الله تعالى ذلك ، بل الداجن نسخ ذلك ! .

روى ِمُحَمَّدِ بْنِ الضُّرَيْسِ في كتابه فضائل القرآن عن محمد بن سيرين ، عن عكرمة ، فيما أحسب قال : لما كان بعد بيعة أبي بكر رضي الله عنه ، قعد علي بن أبي طالب في بيته . فقيل لأبي بكر : قد كره بيعتك . فأرسل إليه فقال : أكرهت بيعتي ؟ فقال : لا والله قال : ما أقعدك عني ؟ قال : رأيت كتاب الله يزاد فيه ، فحدثت نفسي أن لا ألبس ردائي إلا لصلاة حتى أجمعه .

فقال أبو بكر : فإنك نِعّمَ ما رأيت .

قال محمد : فقلت له : ألفوه كما أنزل ، الأول فالأول ؟ قال : لو اجتمعت الإنس والجن على أن يؤلفوه ذلك التأليف ما استطاعوا . قال محمد : أراه صادقا اهـ .

يتبع...........
تحيتي
أختكم دماء الطف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alkazem.ahlamontada.com
دماء الطف (ام منتظر)
مديرة المنتدى
دماء الطف (ام منتظر)


المساهمات : 257
تاريخ التسجيل : 01/08/2008
العمر : 35

هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد Empty
مُساهمةموضوع: رد: هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد   هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد Emptyالسبت ديسمبر 06, 2008 3:13 am

وهذا منكر ولو فعله عمر أو عثمان ، بل باطل خلاف سنة الله ورسوله ، والباطل لا يأت بخير بل مصيره للزوال ، ولذا نحي في النهاية ما كتبه عمر وزيد ومُزِعَ على يد عثمان وزيد لاحقا ، وما أثبته زيد بالمصحف بين يدي أبي بكر وعمر نزع لاحقا وحرق ، أو مزع بدلا من أن يعتمد ويصبح هو الأصل مثل ما كان في زمن أبي بكر حين أجمعوا على أنه قرآنا وأنه أصل عن ما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحفظ واتفقوا على ذلك ، لكن الذي حصل أن صار التالي مقدم على السابق ومثبت بدلا منه ، وجرى عليه مثل ما جرى على غيره ، وفي هذا دليل على بطلان دعواهم المتأخر ينسخ المتقدم وهذا كله مما أُعتـُقـِدَ منهم بالرأي لا غير ، ويبقى هذا جمع بشري لا يصح بتاتا أن يقال هذا حرف من حروف القرآن ، بل حروف القرآن ما استودع عند أبي وابن مسعود وغيرهم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ومع هذا لم يسلم حتى مصحف جمع البشر على ما ثبت ، فأخذ التالي ينسخ السابق فيمزع !! .

وقول عمر السابق : ( اللهم غفرا ، قد جعل الله عندك علماً ! ، فأقرئ الناس وحدثهم ) . يبقى أهون مما جرى في زمان عثمان ، فعمر رضي الله عنه هنا يُقر أبي بن كعب على قراءته ويأذن له بالتحديث وتعليم ذلك ، لا يقهره ويمنعه ولو حقق عليه وتثبت فيه .

ويؤخذ من هذا مذهب في حرف أبي أن قراءته جائزة مأذونا بها من خليفة راشد وهذا سنة ، وهذا خلاف ما عليه الجمهور ، وخلاف ما تقرر في زمان عثمان لاحقا حين وظف الأمر توظيفا سياسيا بامتحان الناس في الطاعة الاموية في ذلك من بعد ما عطلت قراءة الحروف سوى ما أثبت في مصحف عثمان رضي الله عنه ، خلاف سنة عمر هذه ، فكان يبتلى المرء فإن أذعن لهم في ذلك عرفوا أنه لما سواه أذعن ، وإن عصى كان لما وراء ذلك أعصى ! ويراد بذلك محبته وعدم كراهة ولايته ، فانقلب الأمر بذلك في بني أمية إبتلاء وامتحان سياسي أكثر منه ديني شرعي ، حتى بلغ ببعضهم الإنكار على ابن مسعود لا حرفه بالقرآن فقط ، بل خطبته كل خميس وذكره خطبة الحاجة وإخباره ببعض أشراط الساعة نسأل الله تعالى المعافاة والسلامة .

وفي البخاري عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : قال عمر رضي الله عنه : " أقرأونا أبي ، وأقضانا علي ، وإنا لندع من قول أبي ، وذاك أن أبيا يقول : لا أدع شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " . وقد قال الله تعالى : ﴿ ما ننسخ من آية أو ننسها ﴾.

أقول : أما النسخ فعلمنا أنها دعوى كاذبة على الكثير من تلك الحروف ، خصوصا حرف أبي محل تقريري هنا ﴿ ولا محدث ﴾ .

أما النسيان فكما مر معنا ترحم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للقارئ الذي ذكَّرَهُ بعض آي كان نسيها من القرآن الكريم كلام الله تعالى ، ولعل هذا القارئ أبي أو ابن مسعود ؟، فكانت تلاوته وحفظه منقبة له عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ ذكره بما حفظ ما نسي هو صلوات ربي وسلامه عليه ، وعليه يكون ما نسي ووجد من ذكر به أن هذا يعد من المناقب ، وعمر قلب القضية فرغب أن يبقى المنسي منسيا مطموسا مقصيا والتذكير به مذمة منقصة ، لا يريد أحد يذكرها ، بل يعمل على رده إذا ظهر والعياذ بالله تعالى والهادي الله عز وجل ، وما أسعفه الله تعالى بالتحديث في هذا ولله الأمر يقضي بما يشاء سبحانه ويقدرُ له .

وعليه أقول : الحروف لا ينسخ بعضها بعضا وليس صحيحا زعم عمر رضي الله عنه هنا ، بل يبدو الأمر كان ملتبسا عليه كما مر معنا وسيمر ، وأظهر دليل على هذا زيادة على ما سبق وذكر من تقرير أن الأخبار لا تنسخ بحال ، كذلك عمر نفسه رضي الله عنه فيما روى عنه سعيد بن المسيب ، أنه قال : " إياكم أن تهلكوا عن آية الرجم ، أن يقول قائل : لا نجد حدين في كتاب الله ، فقد رجم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورجمنا ، فوالذي نفسي بيده لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبتها : ﴿ الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة ﴾ ، فإنا قد قرأناها " . (13)

وقال أبي بن كعب : " كأين تقرءون سورة الأحزاب ؟ " قال : قلت : إما ثلاثا وسبعين ، وإما أربعا وسبعين . قال : " أقط ؟ إن كانت لتقارب سورة البقرة ، أو لهي أطول منها ، وإن كانت فيها آية الرجم " . قال : قلت : أبا المنذر وما آية الرجم ؟ قال : ﴿ إذا زنيا الشيخ والشيخة ، فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم ﴾.

قال الثوري : وبلغنا أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانوا يقرءون القرآن أصيبوا يوم مسيلمة فذهبت حروف من القرآن . (14)

وعن مجاهد : كانت الأحزاب مثل سورة البقرة او أطول ولقد ذهب يوم مسيلمة قرآن كثير ، ولم يذهب منه حلال ولا حرام . (15)

وهذا والذي قبله عن عمر دليل على زوال شيء من الحروف من غير نسخ ، بل إما نسيان أو ذهول ، أو شك وريب وتكذيب بثبوته مثل ما حصل مع حرف أبي ﴿ ولا محدث ﴾ والذي دار على إلغائه كل هذا المبحث ، فإن مسألتنا هذه وتقريري فيها مرده لإلغاء هذا الحرف النبوئي العظيم ، وهو أهم ما ألغي لما تعلق به من عقيدة إيمان أو كفر ، تصديق وإقرار أو تكذيب ونكران ، ومن بابه أتت ضرورة إثبات تفاصيل هذا المبحث ولو على هذا الوجه الكلي الإجمالي ، ولعل الله ييسر تقريره لاحقا بكتاب يُثبت فيه هذا الأمر عقيدة للمهدي عليه السلام يتحمل تبعتها ومسؤوليتها أمام الله تعالى يوم القيامة .

أقول : وما أوردت عن عمر رضي الله عنه قبل يَرُدُ على إختياره دعوى النسخ ، إذ هنا يعلم يقينا بأن هذه الآية على الرغم من أن فيها حد شرعي عظيم معمول به ومع هذا ما جرأ خشية الناس أن يثبته بالمصحف الذي جمعوا ، ولو كان يقينا أنه مما نسخ تلاوة لا حكما عنده لما قال ما قال ، لكنه وعلى الرغم من علمه أنه قرآن وبه حد واجب ومع هذا لم يثبته ، فكيف بحرف أبي هذا أيصح بعده اسقاطه بدعوى النسخ أو التكذيب المجرد ؟! ، لقد باتت العملية مثل ما يرى القارئ تساهل وشبه عبثية بكلام الله المتيقن أنه كلامه سبحانه ، والغير مقطوع به أنه مما نسخ وبه حد شرعي عليه العمل عندهم ، ومع هذا لا يثبت فما لهم حجة في دعوى النسخ على ما سواه على هذا .

وعن عمرو بن عامر الأنصاري ، أن عمر بن الخطاب ، قرأ : ﴿ والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصارُ الذين اتبعوهم بإحسان ﴾ فرفع الأنصار ، ولم يلحق الواو في الذين ، فقال له زيد بن ثابت : ( والذين اتبعوهم بإحسان ) فقال عمر : ( الذين اتبعوهم بإحسان ) فقال زيد : أمير المؤمنين أعلم .

فقال عمر : " ائتوني بأبي بن كعب ، فسأله عن ذلك فقال أبي : والذين اتبعوهم بإحسان فقال عمر : " فنعم إذا " . فتابع أبيا . (16)

وبهذا يتضح مذهب عمر في جمع المصحف ، إذا وافق أبي زيدا اعتمد ذلك ، وإن اختلف زيد وأبي رجح بما يراه هو ، وهذا مذهب عمر رضي الله عنه فيما اختلفوا فيه من الحروف ، لا عبرة عنده بحرف عن حرف ولا يدري ذلك يبدو ! .

وكان أبي بن كعب رضي الله عنه كما مر معنا قبل لا يثبت حرفا فيما زعموه مصحفا مجموع ، ولا ينفيه وهو مذهبه في عدم سنية الجمع التلفيقي هذا عنده ، وعلى هذا صريح السنة كما سيمر معنا لاحقا .


مذهب بعض الصحابة والتابعين ، عدم مشروعية جمع القرآن في مصحف واحد :

عن محمد بن سيرين ، أن عمر رضي الله عنه سمع كثير بن الصلت ، يقرأ ﴿ لو أن لابن آدم واديين من مال لتمنى واديا ثالثا ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب ﴾ فقال عمر رضي الله عنه : ما هذا ؟ قال : هذا في التنزيل فقال عمر رضي الله عنه : من يعلم ذاك ؟ والله لتأتين بمن يعلم ذاك أو لأفعلن كذا وكذا قال : أبي بن كعب .

فانطلق إلى أبي فقال : ما يقول هذا ؟ قال : ما يقول ؟ قال : فقرأ عليه فقال : صدق ، قد كان هذا فيما يقرأ قال : أكتبها في المصحف ؟ قال : لا أنهاك ، قال : أتركها ؟ قال : لا آمرك " . (17)

أقول : قد يقرأ الكثير هذا ولا يعون معناه ويدركونه ، وسببه أنهم لم يفقهوا حقيقة الحكمة التي لأجلها أنزلت الحروف السبعة ، وأن جمع تلك الحروف في مصحف واحد محال مناف لتلك الحكمة التي اقتضت إنزال تلك الحروف على ذاك النحو ، ولو كان هذا مشروعا لأمرَ به الله سبحانه رسوله ، ولأمر رسوله بذلك كُـتاب الوحي من حوله ، هذا على الرغم مما يقع له من نسيان في بعض آي من كلام الله تعالى على ما رواه البخاري في صحيحه رحمه الله تعالى قال عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم قارئا يقرأ من الليل في المسجد ، فقال : " يرحمه الله لقد أذكرني كذا وكذا آية أسقطتها من سورة كذا وكذا " .

يتبع...........
تحيتي
أختكم دماء الطف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alkazem.ahlamontada.com
دماء الطف (ام منتظر)
مديرة المنتدى
دماء الطف (ام منتظر)


المساهمات : 257
تاريخ التسجيل : 01/08/2008
العمر : 35

هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد Empty
مُساهمةموضوع: رد: هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد   هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد Emptyالسبت ديسمبر 06, 2008 3:10 am

الفصل السابع

أقول أبي ، وما أدراكم ما أبي بن كعب رضوان الله تعالى عليه ؟.

جمع القرآن في زمان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وكان صلى الله عليه وآله وسلم يقول : " خذوا القرآن من أربعة . منهم أبي بن كعب " . (1)

ذكره مع آخرين لم يكن منهم زيد رضي الله عنه ، وتقدمهم بالذكر أبي بن كعب رضي الله عنه ، بدأ به في رواية ابن مسعود عند البزار .

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم قال فيه : " أبي أقرأ أمتي " . (2) روي هذا الحديث والذي قبله عن ابن مسعود ، وابن مسعود معلوم مكانه عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في القرآن وله شرف عظيم أن يحفظ هذا ابن مسعود في أبي بن كعب .

وورد مثل هذا عن عمر رضي الله عنه .

أبي ، وما أدراكم ما أبي ؟ ، فهو الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " أيُ آية في القرءان أعظم ؟ " ، فقال أبي : الله لا إله إلا هو الحي القيوم . . . فضرب النبي صلى الله عليه وآله وسلم في صدره وقال : " والله ليهنك العلم أبا المنذر " ! . (3)

وقال ابن عباس : قال أبي لعمر : إني تلقيت القرآن ممن تلقاه من جبريل عليه السلام وهو رطب . (4)

وروي أيضا أن عثمان رضوان الله عليه كان يعرض عليه الرقاع لتصحيح ما يكتب من القرآن لضمه لمصحفهم ، يقوم ما يكتب القراء في تلك الرقاع وأكتاف الشياه ما كتبوا من كلام الله عز وجل ، فكان يستلم كتف الشاة مرسلة من عثمان فيها آيات من القرءان وعنده زيد لا تمد له إنما تمد لأبي ، فيراجعها وبعد ما ينظر فيها يدفعها لزيد ، فلا يعقب على ما يثبت أبي ، وهذا من أشد التوثيق له في آيات كتاب الله تعالى لو صح لكن بعضهم شكك في ثبوت هذا ولا يضر أبي شيء بعد تزكية الله ورسوله له في هذا ، فما بالهم استنكروا حرفه هذا " ولا محدث " ؟! ، لا شك ما استنكروه إلا من كيد الشيطان بهذا الحرف ليعطله ، وسيمر معنا لتقرير ذلك وإثباته عجائب وتخاليط من الكبار نسأل الله أن يحفظنا برحمته ويوفقنا بتسديده عن أن نضل أو نشقى بكتابه وصفاته .

عن عبدالرزاق قال ثنا أبو وائل المرادي عن هانئ مولى عثمان يقول : لما كان عثمان رضي الله عنه يكتب المصاحف شكوا في ثلاث آيات ، فكتبوها في كتف شاة وأرسلوني إلى أبي بن كعب وزيد بن ثابت فدخلت عليهما ، فناولتها أبي بن كعب ! فقرأها فوجد فيها : ( لا تبديل للخلق ذلك الدين القيم ) ، فمحا بيده أحد اللامين وكتبها ﴿ لا تبديل لخلق الله ﴾ ، ووجد : ( انظر إلى طعامك وشرابك لم يتسن ) ، فمحا النون وكتبها : ﴿ لم يتسنه ﴾ ، وقرأ فيها : ( فامهل الكافرين ) ، فمحا الألف وكتبها : ﴿ فمهل ﴾ .

قال : ثم انطلقت بها إلى عثمان فأثبتوها في المصاحف . (5)

وروى محمد بن سعد عن ابن سيرين : أنَّ عثمانَ جمع أثني عشر رجلا من قريش والأنصار ، فيهم أبي بن كعب ، وزيد بن ثابت في جمع القرآن .

قال الذهبي : إسناده قوي لكنه مرسل وما أحسب ان عثمان نَدَبَ للمُصحف أبيا ، ولو كان كذلك لاشتهر ، ولكان الذكر لأبي لا لزيد ، والظاهر وفاة أبي في زمن عمر ، حتى أن الهيثم بن عدي وغيره ذكرا موته سنةَ تسعَ عشرة .

وقال محمد بن عبدالله بن نمير وأبو عبيد وأبو عمر الضرير : مات سنة اثنتين وعشرين ، فالنفس إلى هذا أميل . وأما خليفةُ بن خياط وأبو حفص الفلاس ، فقالا : مات في خلافة عثمان . (6)

وذكر ابن خيثمة عن ابن معين : انه مات سنة عشرين او تسعة عشرة . وقال الواقدي : رأيت آل أبي وأصحابنا يقولون : مات سنة اثنتين وعشرين . فقال عمر : اليوم مات سيد المسلمين . وقال : سمعت من يقول : مات في خلافة عثمان سنة ثلاثين ، وهو أثبتُ الأقاويل

قال ابن حجر : وقال ابن عبد البر : الأكثر على أنه في خلافة عمر . (7) وممن رجح هذا ابن حبان وجماعة .

وعلى الرغم من مكانته الكبيرة هذه عملوا فيما كان يتلو من كتاب الله ما عملوا ، ومن ضمنه هذا الحرف ﴿ ولا محدث ﴾ ، وكان من أبرز النافرين عن قراءته وأكثرهم تشكيكا بها للأسف عمر رضي الله عنه مع شهادته له بالفضل على غيره ! ، حتى بدت منه مضحكة مبكية بحق أبي رضي الله عنه ، حين اعترض خَرَشَـة بن الحرّ فرأى معه لوحا مكتوباً فيه ﴿ إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة . فاسعوا إلى ذكر الله ﴾ ، فقال : من أقرأك ، أو من املّ عليك هذا ؟ فقال : أبي بن كعب . فقال رضي الله عنه : إن أُبيا أقرأنا للمنسوخ . إقرأ ( فامضوا إلى ذكر الله ) . (Cool

وهنا الطامة الكبرى ، إذ أبي كان يقرأ بما أثبت لاحقا في مصحف عثمان وبان لهم انه ليس من المنسوخ ! ، وعمر رضي الله عنه خالفه في ذلك عنادا مع التطاول عليه مرارا بدعوى النسخ وكان قال له وهو غاضب : يا أبي لن تنتهي ولن ادعك ! .

وكان في ذلك فرية كبرى أخذت بمثل هذا السقط ونهجت به تأصيلا على أن قراءة أبي منسوخة ، وهذا عمر مثل ما يرى القارئ يهفو بمثل هذا على قراءة أبي ثم يأتي بعده من يؤصل على القراءة التي عند أبي في مصحفه أنها منسوخة فيطرح كل ما خالفهم فيه ، وكان يشكو من ذلك بمرارة وله مع عمر هنات وهنات لا يتسع المقام هنا لسردها كلها خشية التطويل وحذرا من التشتيت .

روي عن عمرو بن دينار عن بجالة : أن عمر مر برجل يقرأ في المصحف ﴿ النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أبوهم ﴾ فقال عمر : لا تفارقني حتى نأتي أبي بن كعب ، فأتيا أبي ، فقال : يا أبي ألا تسمع كيف يقرأ هذا هذه الآية ؟ فقال أُبي : كانت فيما أسقط ـ يريد من الجمع أيام أبي بكر رضي الله عنه ـ ، فقال عمر : فأين كنت عنها ؟ ، فقال له أبي : شغلني عنها ما لم يشغلك . (9)

روى هذا الأثر عن ابن لهيعة عن عمرو بن دينار ، أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن والنص فيه نوع إبهام وهو مفسر عند إبن شبة في تأريخ المدينة ، رواه عن سفيان عن عمرو ولفظه :

مر عمر رضي الله عنه بغلام معه مصحف وهو يقرأ النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم ( وهو أب لهم ) فقال عمر رضي الله عنه : يا غلام حكها ، فقال : هذا مصحف أبي بن كعب ، فذهب إلى أبي فقال : ما هذا ؟ فنادى أبي بأعلى صوته ، أن كان يشغلني القرآن ، وكان يشغلك الصفق بالأسواق ، فمضى عمر رضي الله عنه " .

وذكر القرطبي : أن ابن عباس قرأ بهذا الحرف . (10)

والأنكى أن المسور بن مخرمة قال : قال عمر لعبد الرحمن بن عوف : ألم نجد فيما أنزل علينا ﴿ أن جاهدوا كما جاهدتم أول مرة ﴾ فإنا لا نجدها ، قال :أسقطت فيما أسقط من القرآن !! . (11)

وهذا مما لم يعيه أكثر من خاض في هذا الباب وهو لا يدري بحقيقة ما جرى ، إذ القول بالإسقاط هنا فيما جمع بزمان أبي بكر الصديق ، وقد زيد الإسقاط اسقاطا بزمان عثمان فهل من مدكر ، أو معتبر بأن دعوى النسخ على هذه الحروف مجردة من الصدق ، ولو قال بها عمر رضي الله عنه وهو رأس من زعم على الأحرف المفقودة والمسقوطة أنها منسوخة ، ومنها حرف أبي رضي الله عنه ﴿ ولا محدث ﴾.


أساس مذهبهم في قراءة أبي وتأصيلهم تجاهلها :

عن أبي إدريس الخولاني ، أن أبا الدرداء ، وأصحابا له خرجوا بمصحفهم حتى قدموا المدينة يثبتون حروفه على عمر وزيد بن ثابت ، وأبي بن كعب يقرأ عليهم آي : ﴿ إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام ﴾ قال : فأخبروا بذلك عمر وزيد بن ثابت فقال عمر رضي الله عنه :

علي بأبي ، فخرج إليه رسول عمر ورجل من أصحاب أبي الدرداء ، فوافقوه يهنأ بعيرا له بيده ، فسلما عليه ثم قال له المديني : أجب أمير المؤمنين فقال : وما ذاك ؟ فاحتواه الأمر ، فالتفت إلى الشامي فقال : ما كنتم تنتهون معشر الـُركِـيب حتى يشدفني منكم شر فقال : تقول هذا لهم وفيهم أبو الدرداء .

ومضى أبي ولم يغسل يده وفيها القطران حتى سلم على عمر رضي الله عنه فقال عمر رضي الله عنه : يا أبي ، اقرأ . فقرأ كما أخبروه فقال : يا زيد ، اقرأ . فقرأ قراءة العامة ! فقال عمر : اللهم لا علم إلا كما قرأت ، فقال أبي :

أما والله يا عمر إنك لتعلم أني كنت أحضر ويغيبون ، وإن شئت لا أقرأت أحدا آية من كتاب الله ! ، ولا حدثت حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر رضي الله عنه : اللهم غفرا ، قد جعل الله عندك علماً ! ، فأقرئ الناس وحدثهم ! .

قال : فكتبوها على قراءة عمر وزيد . (12)

وبهذا نعرف تأصيلهم في قراءة أبي ومصحفه بطرح حرفه ، وأنهم كانوا يقدمون عليه من يقرأ بغير زيادته وقد تكون تلك القراءة بحرف آخر توهما منهم عليه رضي الله عنه ، ولا حجة لهم بهذا عليه بتاتا ، بل هم مخالفون لما أمر المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم أن يقرأ المرء كما علم ، والمخالفة المنكرة هنا أن يقصى مصحفه ويعتمد غيره بهذا التوهم منهم غافلين عن مسألة حروف القرآن وأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استودعها بعض أصحابه رضوان الله تعالى عليهم ، وأن في جملة تلك الحروف زيادات هامة جدا من كلام الله تعالى تحمل معنى نبوئي لا يجوز تكذيبه ولا طرحه بأي حال وكان صلى الله عليه وآله وسلم حريصا على إيداع ذلك بين أصحابه وهو المعنى الأهم في جملة الحروف السبعة ، لكن العمل وما حصل على خلافه ، فسبحان من يقدر ما يشاء ويفعل ما يريد .

كما أقصي مصحف ابن مسعود وغيره أيضا مثل ما حصل منهم مع أبي رضي الله عنه ، ومثله حصل مع مصاحف زوجات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم يُعتمد ما يرجحه عمر وزيد ! ، أو يكون في رقاع مثبت أنها بزمان المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، أو تكون آية او آيتان يجدونهن بصدور الرجال من هنا أو هناك ، أما ما جمع قراءُ هذه الأمة مثل أبي وابن مسعود فالأصل فيه وهذا العجب الوقف ، إلا ما شهد له زيد أو عمر ، أو لسان قريش عموما وغير ذلك يرد ، ولا أدري إن كان حرف منزلٌ وما عرفه لسان قريش وقد استودع عند غيرهم ، وما علمه لا زيد ولا عمر ولا غيرهما فمن أين يأتي من حفظه من هؤلاء على مثل هذا بالشهادة ؟! على ما أصل عمر هنا رضي الله عنه ، فسقط بذلك هذا الحرف منهم على أبي ﴿ ولا محدث ﴾ ، وتحقق بذلك تحريف الكلم من بعد مواضعه ، عين ما حصل في بني إسرائيل ، والأمر لله في الأول والآخر .

يتبع..........
تحيتي
أختكم دماء الطف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alkazem.ahlamontada.com
دماء الطف (ام منتظر)
مديرة المنتدى
دماء الطف (ام منتظر)


المساهمات : 257
تاريخ التسجيل : 01/08/2008
العمر : 35

هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد Empty
مُساهمةموضوع: رد: هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد   هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد Emptyالخميس ديسمبر 04, 2008 12:10 pm

الفصل السادس


وأقول هنا زيادة على ما أورده أخي الشيخ سالم بن حمود قوله : واعلم ان كل حجة احتجوا بها فهي إما لا تدل على المقصود ــ وهو نفي إرسال المهدي ــ أو أنها ظنية الثبوت والدلالة , وسأذكر لك من حججهم اهـ .

ثم ساقها وهي ثلاثة حسب مبلغ علمه وقد سبق تفنيدها كلها بفضل الله تعالى وحمده ، وهي :

ما رواه الحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : " أنا اللبنة وأنا خاتم المرْسَلين " .

وما رواه الترمذي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : " إن الرسالة والنبوة قد انقطعت فلا رسول بعدي ولا نبي لكن المبشرات " .

وقوله تعالى : ﴿ ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليماً ﴾ اهـ .

أقول فات الشيخ سالم ابن حمود حفظه الله أن يورد أهم ما عندهم في هذا الأمر مما يعد أقوى شبههم التي عليها بنيت قاعدتهم السالفة وهي بنتها ارضعتها من لبانها ، وهي أصلهم الأصيل عليها مدار بدعتهم ولها مني التفصيل .

سأجعل بإذن الله تعالى في تفنيدها قضاء البتة وقطعهم سيكون هنا بمنه وكرمه وفتحه ، لن يستطيعوا بعد ذلك جمع الأشلاء فهي متفرقة ، مزعا ستكون مبعثرة وسترون ، فهي بدعة منكرة تقولوا بها على كتاب الله تعالى عاطلا باطلا ، فوجب جهادهم عليها محتسبين عند مولانا هذه الحسنة .

وقد كان الأولون من أسس لها وعمق ، جهالة عمياء وتحكم بكتاب الله تعالى حان زواله إن شاء الله ، ذاك حين طرحوا من قوله عز وجل : ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ ولا نَبِيٍّ ولا محدث إِلا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ طرحوا ﴿ ولا محدث ﴾ وهي قراءة لأبي بن كعب أخذها عنه ابن عباس رضي الله عنهما .

فأثبتوا تلك الآية بالمصحف المجموع من دون هذا الحرف على ما هي عليه الآن ، والناس باتت بعامة لا تعرف إلا ما أثبت في المصحف الذي جمع عثمان رضي الله عنه الناس عليه ، لا يعرفون غيرها ، ولا يعلمون أن من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم من كان يقرأها بهذا الحرف لا أقدر أقول " الزائد " بل " المطرح المنقوص " .

رويت قراءة ابن عباس في صحيح البخاري بصيغة التعليق المجزوم بصحته ، وهي من رواية سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابن عباس وهذا من أصح الأسانيد وأثبتها ، قال بصحتها في شرح البخاري المحقق ابن حجر ، رواها سفيان في جامعه وعنه الحميدي في مسنده ، وأخرجها القرطبي عن علي بن حرب قال حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن ابن عباس أنه قرأ : ﴿ وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث ﴾. (1)

ثم ذكر القرطبي عن ابن عطية رحمه الله أنه قال : جاء عن ابن عباس أنه كان يقرأ بها ! . قال القرطبي : ذكره مسلمة بن القاسم بن عبدالله .

ونقل عن مسلمة بن القاسم قوله : فوجدنا المحدثين معتصمين بالنبوة ـ على قراءة ابن عباس ـ لأنهم تكلموا بأمور عالية من أنباء الغيب خَطرات ! ، ونطقوا بالحكمة الباطنة فأصابوا فيما تكلموا وعُصموا فيما نطقوا ، كعمر بن الخطاب في قصة سارية وما تكلم به من البراهين العالية .

ثم نقل القرطبي بعد هذا تحكما وتخرصا عن أبي بكر الأنباري قوله :

فهذا حديث لا يؤخذ به على أن ذلك قرآن . والمحدث هو الذي يوحى إليه في نومه، لأن رؤيا الانبياء وحي اهـ . (2)

كذب الأنباري ، بل هي قرءان كان يتلى وطمسته أيدي الجاهلين المحرفين إيحاءً من الشيطان وعداوة منه للحق ، حين زين لهم إنقاص ما أنزل الله تعالى وكان قرآنا يتلى .

وحكى البيهقي في كتابه الإعتقاد : أنها قراءة لأبي بن كعب رضي الله عنه ، قال : وقرأها ابن عباس كذلك .

وذكر الحديث الصحيح قوله صلى الله عليه وآله وسلم : " إنه كان في الأمم محدثون ، فإن يكن في هذه الأمة فهو عمر بن الخطاب " . وقال : هذا الحديث أصل في جواز كرامات الأولياء ! .

ثم أشار لقراءة أبي وابن عباس وأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قيل له : كيف يحدثون ؟ قال : " تتكلم الملائكة على لسانه " . (3)

قلت : هذا ، ما لم يرسل فإذا أرسل المحدث كان الوحي له بأكثر من ذلك ، فالرؤيا هي الجزء المتبقي من أجزاء الوحي للأنبياء ، وهي أرفع منزلة من مجرد الإلهام ، وقد ثبت من حال بعث المهدي عليه السلام ذلك على الوجهين لا مجرد النطق على لسانه ، ولم تكن تلك الرؤى من نفسه ، ذلك أمكن للشهادة لأمره وأزكى لتصديقه ، إذ رُئِيَتْ له المبشرات من اثنين من تلاميذه بأمثلة جمهرة من أنبياء الله تعالى ورسله ، وعلى رأسهم المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم صارت تتوالى الرؤى لتأييد أمر الله تعالى هذا الذي بعث به المهدي عليه الصلاة والسلام ، من أناس لا يحصي عددهم إلا الله تعالى ، كلهم يرون في تأييد هذا الأمر وأن أوانه قد حان .

فكيف يصح قول الأنباري هذا على هذه القراءة التي ثبتت عن اثنين من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، إبن عباس أخذاً من فَّـي أبي بن كعب ، وأبي أخذا من فَّـي النبي صلى الله عليه وآله وسلم الشريف ، والنبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن ربه ، وهم لا زالوا يقرأون بها وتروى عنهم ؟!.

فهل اتقى الله تعالى وكف عن الجرأة على أمره هذا الأنباري أن يقول هذا ، أو اتقى الله هذا المفسر القرطبي أن ينقل ذلك للناس فرية على مولاه سبحانه ، وأبي رضي الله عنه لم يأتِ بذلك من نفسه وقد بلغ مكانةً في حفظ القرآن ، أنه من جملة أربعة من الأنصار جمعوا القرآن بحياته صلى الله عليه وآله وسلم لم يجمعه غيرهم ، وانفرد عنهم بأن الله تعالى من فوق عرشه أمرَ نبيه صلى الله عليه وآله وسلم أن يتلوَ عليه القرآن من فيه الشريف .

ألا اتقت الله تعالى الأمة ولم تنصرف عن حرفه هذا ، وهي ترى أنه مما يروى في مناقبه ما يروى ، يعرض عليه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كلام الله تعالى ، إنه والله لشرف عظيم ، وفعَـلَ باطلاً من جرأ على ما كان يتلو رضي الله عنه من كلام الله تعالى ، وكل من ادعى أن ذلك مما نسخ (4) فهو كاذب لوجهين :

الأول : أن هذا الحرف من جنس الأخبار لا الشرائع فلا وجه لنسخه ومن قال ذلك فهو كاذب لا محالة ، وهذا يقتضي في دعوى منع أن يكون في هذه الأمة مثله ، إثبات ذلك بدليل قاطع ولا دليل ، بل الأدلة على عكسه وقد أفادت بتحقق الإرسال في هذه الأمة بعد نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، من كذب ذلك إنما يكذب الله ورسوله .

الثاني : أن الله تعالى ردنا بالسؤال عن الذكر لأهل الذكر من قبله صلى الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : ﴿ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ .

وكان قبل ذلك مما قال : ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ . وممن أرسل سبحانه عز وجل من قبل وأوحى له " المحدث " ، فهل لو كان هذا كما زعموا مما نسخ بشريعتنا أن الله يردنا بالسؤال عن ذلك من غير تفصيل لبيان هذا النسخ ، ثم هو يعود وينزل ذلك قرءانا يتلى في أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وفي علمه أنه لن يفعل مثل ذلك فيها ، فيكون ذلك مما ينسخ قبل العمل به ؟! ، أحسب من يقول بهذا على كتاب الله تعالى وحكمته أنه مما ينسب لله عز وجل ما لا يليق به سبحانه المنزه عن كل نقص وعيب .

لكن الحق أقول أن ما فعلوه بهذه القراءة وهذا الخبر من تعطيل لمعناه وإلغاء لرسمه في هذه الأمة ، إنما هو من الضلال المبين ، وفيه نسبة العيب لله تعالى المنزه سبحانه من كل ذلك ، فهو العليم الحكيم المحيط بكل شيء علما وقدره ، ولا يوحي إلا بالحق وهو أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين ، وفعلهم هذا هو من جنس ما فعلت يهود كانوا يحرفون الكلم من بعد مواضعه .

ووالله إن قول هذا واعتقاده في هذه الأمة لعجب ، وقد تبعه أعجب منه كما سيأتي بيانه لاحقا وفي الفصل " السابع " الأخير ، إذ لم يكتفوا بطرح هذا الحرف عن كتاب الله حتى ضلوا بتفسير تلك الآية بعد ما بتروها ، فجازاهم الله تعالى أن سلط عليهم المهدي ليقلب عليهم ما كانوا ينكرون من ذلك الحرف " ولا محدث " ، وسيقلب عليهم بإذنه تعالى ما هو أنكر مما أنكروا وحذفوا وأثبتوه بعد تحريفه ، حجة على مدى سوء ما عملوا بكتاب الله تعالى وتصرفوا فيه تصرف اليهود ، وسألزم خلفهم بألزم مما فر منه وبتر سلفهم ، وسأضلل هذا الخلف وأعرفهم من يستحق هذا اللازم الذي زعموه لازماً لي ! ، وأكفرهم بما أكفروني به وضللوني إن لم ينتهوا ، جزاء وفاقا من جنس ما فعلوه معي ، وبيانا لباطل ما فعل أسلافهم بكتاب الله تعالى ثم لما جاءهم الهدى من بعدهم لم يهتدوا ويتركوا باطلهم ذلك حتى لا يصرفوا عن الحق المبين ، لكنهم شغبوا واستكبروا استكبارا ، ورموا المهدي بتهم كبارى ، إذ قالوا الكفر والكذب : يدعي النبوة لأنه قال : ( أن المهدي رسول ) . وبما أن كل رسول نبي إذا هو كافر .

ضلال في ضلال ، ولا هادي اليوم إلا الله تعالى ، وسأريهم من الكافر ومن عليه سيثبت إدعاء النبوة وتجويز حصولها بعد الخاتم المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، هل هو المهدي أم هم ؟! .

سأجعلهم بإذن الله تعالى يقولون بهذا الإدعاء وأُلزمهم به ، ذاك الذي رموا به المهدي وهو منه بريء ، ولن يجدوا بحول الله تعالى مخرجا لهم من ذلك إلا على يدي تطبيبا من الشر ، وإخراجا ببركة الحق والقرآن من رؤوسهم الشيطان الذي لطالما عشعش في تلك الادمغة السخيفة وشرد بهم عن اتباع ملة نبيهم ، وتصديق أخبار الحق التي كان يخبر .

ووجه الأمر أنهم من بعد ما طرحوا الحرف الذي قلت وأبقوا على قوله تعالى : ﴿ وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي . . ﴾ حاروا بذلك وقالوا أقوالا متفرقة سيأتي لاحقا بيان كل ذلك وعزوه لقائليه ، فمنهم من قال قدم الرسول هنا لعلو شأنه وأتبعه بالنبي وهو مرسل كذلك ، إذا كل نبي رسول ! ، وتفرقوا على هذا بقولين : كل نبي رسول ، والآخر : ليس كل نبي رسول ، وإنما هذا نبي غير مرسل ، والتزموا خلاف ظاهر الآية وأنكروا وقوع فعل أرسلنا على النبي هنا ، وهذا محض تحكم وتخرص ، وألجأهم لذلك اعتبار هذا إشكال لابد من إيجاد مخرجٍ له ، ولا مخرج من بعد هدى الله تعالى ، ومن تولى الشيطان وكل إليه .

ثم قال آخرون : كيف يرسل رسول ، والإنباء أصل ما عليه الرسل ، ولفتوا لما ورد في حديث البراء قوله : ( ورسولك الذي أرسلت ) فقال عليه الصلاة والسلام آمرا له ومؤكدا على أن يقول : ( ونبيك الذي أرسلت ) . فتعارض ما في الحديث مع ما ورد بهذه الآية على اصولهم تعارض تضاد ، فهناك رفض تكرير اسم الفعل ومفعوله ، والآية اكدت عليه بسياق بيان مراتب المرسلين ! ، فكانوا بحيصا بيصا لا يجدون خلاصا ولا مخرجا ، يتخرصون بالعمى ليس لهم هاد .

وتاه من تاه وسيأتي التنبيه عليه ورد زعمه : أن هذا التكرير الوارد في الآية لا فائدة فيه فهو مجرد حشو ! . قاله ذهولا وهو يفسر بالحديث القرآن لكن في موضع غير موضع تلك الآية ، إلا ان ذلك اجتمع في تفسيره فكان قوله منكر شديد ، وإلا غيره قاله خارج عن كتب تفسير القرآن مقتصرا على تفسير معنى حديث البراء ، لذا كانت نكارة قول مفسر القرآن اشد من قول شراح الحديث ، وكله ضلال في ضلال ، ففي الحديث لم يفسروا تمام المعنى ، وأما على آية سورة الحج فالامر أبعد في الضلال بل هو كفر ممن قامت عليه الحجة واستبان له وجه المعنى ثم يبقى يعتقد ذاك القول الباطل .

والآن بعد كتابي هذا وبعد ما أثبت فيه صحة إلزامهم بالختم بالمصطفى صلى الله عليه وآله وسلم الأنبياء لا المرسلين ، وأيضا إلزامهم بوجوب التصديق ببعث المهدي وإرساله من المولى عز وجل ، فليس أمامهم بهذه الإلزامات بالحق إلا اعتقاد إحدى المنزلتين للرسل في تلك الآية لمن يبعث الله ويرسل بعد نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم مثل ما وعد بكتابه وعلى لسان رسوله ، وهذا حتم لا محيد عنه ، حتم بإرسال الله بعد رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، وحتم عليهم بالإختيار لا بد من ذلك ، وقد دل بلا ريب بعد تقرير المهدي بهذه الدعوة أن الله مرسل المهدي ذلك من المثبت في القرآن الكريم والسنة الشريفة بحسب ما بينته سابقا وقبل ولاحقا وإلى أن يفصل الله بيننا وبينهم بالحق والسلطان المبين سلطان السيف أعني هنا ، أما الآن فنحن وهم بسلطان العلم :
إن كان غرك إطراقي أبا زهوة * * * فالسيفُ يُطْرِق حيناً قبل هِزَّته


ووجه ذلك وتفصيله أن يقال :

قال تعالى : ﴿ وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ﴾ . قد حصر الله تعالى على اعتقادهم الرسل بهذه المراتب ، رسول مرسل ، ونبي مرسل ، وبما أن بعده يرسل المهدي والرسول لا يكون إلا من إحدى تلك المنزلتين : إما رسول مرسل ، أو نبي مرسل ، وحتى من دونهم نبي غير مرسل على مذهب فيهم ، وعلى مذهب غيرهم أن كل الأنبياء رسل وهو ضعيف لكن قاله من قاله في هذه الأمة ، حكاه الرازي عن الكلبي والفراء والمعتزلة قالوا : ( كل رسول نبي وكل نبي رسول لا فرق بينهما ) ! .

لا خيار لهم بغير ذلك فإما يقولون المهدي ( رسول مطلق ) أو يقولون : هو ( نبي مرسل ) . وفي كل ذلك الكفر وعلى نفسها جنت براقش ، إذ طرحوا المحدث من قراءة القرءان سلفا وخلفا فجروا على أنفسهم هذا ، والله المستعان .

----------------------------------

(1) قال السيوطي في الدر المنثور أخرج عبد بن حميد ، وابن الأنباري في " المصاحف " عن عمرو بن دينار قال : كان ابن عباس يقرأ : ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث ) . وأخرجه ابن أبي حاتم عن سعد بن ابراهيم بن عبدالرحمن بن عوف : أن فيما أنزل الله تعالى : ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث ) فنسخت محدث اهـ . ودعوى النسخ باطلة منكرة وقد نقضت بالأعلى .
(2) تفسير القرطبي 12/80 .
(3) الإعتقاد للبيهقي ص 433 .
(4) ذكره ابن أبي حاتم عن سعد بن ابراهيم بن عبدالرحمن بن عوف . ودعوى النسخ باطلة منكرة وقد نقضت بالأعلى بحمد الله تعالى وبان زيفها

يتبع................
تحيتي
أختكم دماء الطف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alkazem.ahlamontada.com
دماء الطف (ام منتظر)
مديرة المنتدى
دماء الطف (ام منتظر)


المساهمات : 257
تاريخ التسجيل : 01/08/2008
العمر : 35

هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد Empty
مُساهمةموضوع: رد: هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد   هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد Emptyالخميس ديسمبر 04, 2008 12:04 pm

الفصل الخامس

وقال حفظه الله تعالى بالنسبة لحجتهم الثالثة ، وهي :

في قوله تعالى : ﴿ ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليماً ﴾ . قال :

فإذا احتجوا بها فقل : أن الله لم يقل وخاتم المرسلين , فإن قالوا : كل رسول نبي ، وهي تدل لزوماً على ختم الرسل .

فقل لهم : نحن لا نسلَّم بهذه القاعدة ( أن كل رسول نبي ) وعندنا فيها تفصيل ، ثم إنها قاعدة مختلف فيها بين أهل العلم كما هو في كتب التفسير والفاصل في ذلك قراءة ابن عباس الثابتة التي رواها سفيان بن عيينة في جامعه والحميدي في مسنده بإسناد من أصح الاسانيد على وجه الارض عن عمرو بن دينار عن ابن عباس ، وصحح إسنادها الحافظ ابن حجر في الفتح وعلقها البخاري بصيغة الجزم في كتاب الانبياء في صحيحه وهي قوله تعالى : ﴿ وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث الا َّ اذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته ﴾ .

وهي وان كانت ليست من القراءات السبع الا َّ أنها حجة في مثل هذه الأمور بالاتفاق لصحة إسنادها وقيام الدلائل على نفي الكذب والخطأ عنها .

واعلموا انهم ليس عندهم دليل لا من القرآن ولا من السنة التي توجب اليقين على هذه القاعدة فيرجع احتجاجهم بالظنيات وهي غير مقبولة في هذا الأصل العظيم ألا وهو الإرسال نفياً وإثباتاً .

وقولوا أيضا : أن من تأييد الله للمهدي أنه لم يجعل لكم في القرآن ما يكون لكم عليه حجة ، وهذا أراد الله فيه إضعافكم أمام المهدي فلذلك قال سبحانه : ﴿ وخاتم النبيين ﴾ ، ولم يقل المرسلين , لأن الله يعلم أنه سوف يرسل المهدي وأنه يكون بعد النبي عليه السلام رسول فلذلك قال بعد قوله : ﴿ وخاتم النبيين ﴾ ﴿ وكان الله بكل شيء عليماً ﴾ ليبين لهؤلاء أنه ذكر النبيين ولم يذكر المرسلين لأنه يعلم أنه سوف يُرسل بعد النبي عليه السلام , فلو كان يعلم أنه لا يرسل بعد النبي أحد لذكر لفظ المرسلين حتى لا يكون فيه تأييد لمن يدعي أنه رسول الله بعد النبي فكان عدم ذكر المرسلين تأييد واضح فاضح لمن خالف المهدي حيث جعل جانب المهدي قوي مؤيد وجانبهم ضعيف مخذول من الحجة , فوالله ليس معهم إلا التقليد الأعمى والجهل المركب اهـ .

أقول : قوله تعالى : ﴿ ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ﴾ . نص على وصفه بالإرسال ثم أخبر بأنه خاتم النبيين ، وما كان الله تعالى بهذا إلا متجنبا الإخبار بأنه خاتم المرسلين ، لعلمه عز وجل أن هناك من سيرسله من بعده ، وقد نص على ذلك في كتابه العزيز في سورة الدخان والبينة وغير ذلك .

وموافقة للمعنى الذي ورد في هذه الآية العظيمة تراه صلى الله عليه وآله وسلم حين أخبر بمثاله والأنبياء ، نص هو كذلك على أنه خاتم النبيين ولم يذكر المرسلين مواطأة لكتاب الله تعالى على ما ورد في هذه الآية ، ولفظ خبره في المتفق كما أوردت قبل قال : " مثلي ومثل الأنبياء من قبلي ، كمثل رجل بنى بنيانا ، فأحسنه وأجمله ، خلا موضع لبنة من زاوية من زواياه ، فجعل الناس يطوفون به ، ويتعجبون له ، ويقولون : هلا وضعت هذه اللبنة ؟ قال ، فأنا تلك اللبنة ، وأنا خاتم النبيين " . رواه أحمد والشيخان وغيرهم كثير ، كلهم يروون في نص هذا الخبر أنه قال : ( وأنا خاتم النبيين ) . مثل ما ورد بالقرآن ، ولم يقل وأنا خاتم المرسلين .

وروي بهذا اللفظ عن جابر رضي الله عنه رواه أحمد ومسلم : ( فأنا موضع اللبنة . جئت فختمتُ الأنبياء ) .

وعن العرباض بن سارية بلفظ : " إني عند الله في أول الكتاب لخاتم النبيين وأن آدم لمنجدل في طينته ، وسأنبئكم بتأويل ذلك دعوة أبي إبراهيم وبشارة عيسى قومه ، ورؤيا أمي التي رأت أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام " . " رواه أحمد وابن والحاكم " .

ولفظه عن أبي سعيد كما روى أحمد رحمه الله : " مثلي ومثل النبيين من قبلي كمثل رجل بنى دارا فأتمها إلا لبنة واحدة ، فجئت أنا فأتممت تلك اللبنة " . فقال مثلي ومثل الأنبياء ولم يقل الرسل .

وعن أبي بلفظ : " فأنا في النبيين موضع تلك اللبنة " . رواه أحمد في المسند .

وعن ثوبان : " وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي " . ولو أن عائشة رضي الله عنها كانت تعارض هذا فتقول : ( قولوا : خاتم النبيين ، ولا تقولوا : لا نبي بعده ) . (1)

ولعلها تريد بهذا ما أراده المغيرة بن شعبة حين قال أمامه رجلٌ : محمد خاتم الانبياء ، لا نبي بعده ، فقال المغيرة : ( حسبك إذا قلت : خاتم الأنبياء ، فإنا كنا نحدث أن عيسى خارج ، فإن هو خرج فقد كان قبله وبعده ) . (2)

وعليه تجد كل من تكلم من أهل العلم رحمهم الله تعالى في مسألة الختم بالمصطفى صلى الله عليه وآله وسلم لا يوردون القول بأنه خاتم المرسلين إلا على المفهوم الذي عندهم ، وقد تقصد هذا بعد مبعث المهدي عليه السلام بعض الضالين المنافقين اعتراضا على الحق الذي بعث به وهم لا يشعرون أنهم في ضلال مبين وجهل وخيم ، لا يدركون غير هذا المعنى المتبادر لأذهانهم من الختم به ( الأنبياء ) ولا شعور لهم بالفرق ما بين الأمرين ، ثم هم بعد ذلك تجدهم حين يتكلمون على هذا الأمر يوردون من النقل دليلا على ذلك على أنه هو المفهوم من ختمه الأنبياء والأولى ، ولو وجدوا دليلا نقليا صريحا صحيحا لصاحوا به هذا في المتقدمين ، أما المتأخرين فهم أضل من الحمير ، فقد استحدثوا استدلالا على ذلك قلدوا به ما وقع به شارح الطحاوية على ما بينته سابقا ، وساروا عليه في تقريرهم هذا الباطل لمعارضة الحق في دعوة المهدي عليه السلام ويكفي ما أورد هنا في رد كذبهم وبيان مدى جهلهم . (3)

ومن أبرز هؤلاء من المتقدمين إبن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره قال تعليقا على الآية السابقة وقد نقلته قبل : هي نص في أنه لا نبي بعده ، وإذا كان لا نبي بعده فلا رسول بعده بالطريق الأولى والأحرى ، لأن مقام الرسالة أخص من مقام النبوة ، فإن كل رسول نبي ولا ينعكس اهـ .

ويرد عليه بأن : هل كان هذا مما يعزب عن علمه سبحانه ، أو يخفى عليه جل وعلا ضرورة إعلان هذا بكتابه وبيانه ، لكن الأمر ليس كما فهم هؤلاء ، والقول بأنه يختم الرسل لم يرد بالقرآن على الإطلاق ، مع أنه نص كما في الآية على أنه خاتم الأنبياء ، فما أحوج الأمر لبيان كذلك أنه يختم المرسلين لو كان الأمر كذلك ، ولا يكتفى ببيان مثل هذا الحكم إلا بالتصريح ، ولا تصريح إلا فيما روي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة وقد بين ما فيه ، وآخر عن أنس وهو حجة لنا لا لهم والحمد لله على توفيقه وتمكينه بالحجة والبيان .

ولا يكفى في هذا الأمر على مقولة ابن كثير : بأن ذلك كائن من باب الأولى والأحرى . بل لابد من الدليل القطعي في مثل هذا ولا شك .

كما أن ابن كثير وكثير ممن اعتقد اعتقاده هذا قوله : أن كل رسول نبي ولا ينعكس اهـ . جانبوا الصواب وخالفوا الدليل القرآني ثابت النقل عن ابن عباس وأبي بن كعب رضي الله عنهما ، إذ لهم قراءة في إرسال المولى عز وجل للمحدث في السابقين وهم لم يجيبوا عن ذلك بل تجاهلوه وكأنه لم يكن ، والمحدث كما هو معلوم ليس نبي مع أن الإرسال متحقق عليه بنص الآية عند ابن عباس وأبي بن كعب ، ما يدل على بطلان معتقد ابن كثير وكل من وافق اعتقاده هذا في السابقين واللاحقين في أن كل رسول نبي ، وبناءً على هذا الخلط قال مقلدتهم الجهال اليوم ببطلان عقيدة المهدي عليه السلام أنه من رسل الله تعالى وكذبوا القرآن والسنة .

ومن المفارقة العجيبة أن ابن كثير رحمه الله تعالى وهو من القائلين بهذا الاعتقاد الفاسد ، قد رفض قول ابن مسعود رضي الله عنه في تأويل آيات سورة الدخان أنه مما مضى وليس خبرا مستقبلا ، واشتهر عنه الانتصار للقول بأن آيات سورة الدخان لم تتحقق بعد بل تحققها آخر الزمان ، واستدل لذلك بما هو مبسوط في تفسيره ، ولا أدري كيف ألمت به الغفلة في كل ذلك ، يثبت لازم تحقق الإرسال بعد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في تفسير آيات سورة الدخان ، ثم يعود لقول هذا : أن كل رسول نبي . مع عقيدته ختم الأنبياء بالمصطفى صلى الله عليه وسلم ، جاهلا كذلك جواز إرسال المحدث وهو ليس نبي ، فتمعنوا واحذروا زلة العالم فإن منها تم الإنذار .

وكل ذلك من اعتقادهم الفاسد أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ختم به الأنبياء والرسل كذلك ، والحق أن المهدي رسول لله تعالى يكون بعده ، وتحقق إرساله حصل بالجزء المستثنى من النبوة ، وعليه صحت عقيدة أن الإستثناء مانع من انقطاع النبوة من كل جزء ، وأن الإرسال كائن بالمهدي عليه السلام بهذا الجزء وهذا مقتضى جميع النصوص وجمعها على الحق المبين الذي مكن به المهدي عليه الصلاة والسلام لإثبات عقيدته ، وهو الغالب بالحجة لكل من خالفه في كل ذلك .

وحتى في قوله تعالى : ﴿وخاتَمَ النبيين ﴾ . المعنى بات عند البعض غير قطعي في ذات النص مثل ما ذهب إليه الجمهور الذين يقرأون هذا الحرف بكسر التاء ( وخاتِم ) بمعنى أنه ختمهم ، جاء آخرهم ، إذ خالفهم عاصم في قراءته فجعلها بالفتح ، بمعنى أنهم به ختموا ، فهو كالخاتم والطابع لهم ، وهذا هو المراد بهذا الحرف وهو الحق فقد أثبته على هذا المعنى إنجيل المسيح الصحيح عليه السلام ، ويكفي في هذا شاهدا وموثقا لمن هدى الله تعالى قلبه للحق .

-----------------------------------------
(1) رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (6/259) .
(2) رواه ابن أبي شيبة تحت باب : من كره أن يقول : لا نبي بعد النبي (6/259) .
(3) وحين يتتبع المرء تلبيساتهم بعزو لفظة " وختم بي الرسل " يعجب من مكر الشيطان بهم في هذا المنكر العظيم مثال ذلك : ما ذكره سفر تعليقا على شرح الطحاوية لإبن أبي العز حين علق على قوله بذلك أن الحديث مروي في صحيح البخاري ومسلم ونص على ذلك بأرقام الحديث في مطبوعتيهما . وهذا منشور في موقعه على شبكة النت .
أما موقع سلمان الأحول الدجال فيطرح عنده في موقعه هذا السؤال : هل خُتم الرسل بمحمد كما خُتم به الأنبياء؟! . فأجاب ( د. محمد بن عبد الله القناص ـ عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم ـ ) بالتحريف إذ عد الختم للأنبياء الاولى به ختم المرسلين ! ، ثم ختم ليؤكد ذلك بالعزو لتأريخ ابن عساكر عن طريق السيوطي ، تقليدا لما قاله الألباني ، بل الألباني في هذا أشرف منه فقد ألمح لوهم ابن أبي العز على الطحاوية ، وأن لفظة ( ختم بي الرسل ) ليست في الصحيحين كما ذكر الشارح ، وهذا قناص الشيطان لم يلتفت لذلك واعتمد العزو لإبن عساكر عن طريق السيوطي ، آخذا ذلك عقيدة مسلمة ! .
وآخر يدعى " عثمان خميس " علق في موقع إلكتروني له على شرح الطحاوية زعمه الجاهل الضال أن لفظة (ختم بي الرسل ) حديثها متفق عليه !! .
وآخر يدعي (د. علي بن عمر بن أحمد بادحدح ) علق بموقعه على شبكة النت بأن حديث هذه اللفظة مروي في البخاري عن أبي هريرة من حديث أبي سلمة .
ومن هؤلاء الضلال المدعو ( محمد بن صالح المنجد ) في موقع اسمه ( امام المسجد) وهو بإشرافه وفيه يقول هذا المجرم وهو يستدل بحقوق النبي ويتطرق للختم به النبوة والرسالة ! ويستدل بحديث جابر رضي الله عنه لكن من لفظ آخر أعمل هذا المجرم به التحريف وهو قوله : ( أنا خاتم المرسلين ولا فخر، وأنا خاتم النبيين ولا فخر، وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر ) . ويعزوه للدارمي ولفظه عند الدارمي : ( انا قائد المرسلين ولا فخر ، وأنا خاتم النبيين ولا فخر ) . وقد سبق وذكرت لفظه بالمقدمة وغيرها عن الطبراني وهو موافق للفظ الدارمي خلاف ما زعم هذا المجرم المنافق ، الكاذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد علم الوعيد الشديد على من يكذب على رسول الله .


يتبع.................
تحيتي
أختكم دماء الطف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alkazem.ahlamontada.com
دماء الطف (ام منتظر)
مديرة المنتدى
دماء الطف (ام منتظر)


المساهمات : 257
تاريخ التسجيل : 01/08/2008
العمر : 35

هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد Empty
مُساهمةموضوع: رد: هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد   هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد Emptyالخميس ديسمبر 04, 2008 11:47 am

فإن قالوا بقول ابن مسعود بذلك كذبوا القرآن لنصه على وصف المرسل بالمعلم وقد أخبر صلى الله عليه وآله وسلم بأن المعلم كائن في أمته بعده ! ، وأين ما يصرفون الأدلة يجدونها متضاده في أصولهم ، على خلاف اعتقاد الحق في دعوة المهدي عليه السلام فأينما تصرف دلالة النصوص لا توجد إلا متوافقه متوالمة ، أما من خالفه فالإضطراب لهم ملازم ، أو أن ينقصوا شيئا من لفظ النصوص ، أو يحرفوا في دلالتها او يلبسوا في معناها مثل ما حصل ومر معنا في خطأ رواية الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة فأثبتوا خلاف ما هو صحيح ليمرروا باطلهم ويصدوا عن الحق المبين تحريف الشياطين وديدن أولياءه اليهود حين كانوا يحرفون الكلم من بعد مواضعه ولا حول ولا قوة إلا بالله تعالى ، فقد جرى في الإسلام مثل ما جرى في اليهودية .

ومن الأدلة التي يصح فيها استخراج هذا المعنى على وفق ما تقرر في كتابي ، على خلاف أصلهم الفاسد والذي لا يمكن يتم لهم ذلك مثل ما يتم معنا هنا ، فسبحان الله الأمر كما قلت أين ما تصرف دلالة النصوص لا نجدها إلا على الإتفاق مع الحق المبين في دعوة المهدي عليه السلام والوئام الكامل مع أصولها .

ومن ذلك الحديث المشهور في مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه رابع الخلفاء الراشدين المهديين ، وهو من أحاديث المتفق رواه سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج إلى تبوك واستخلف عليا . فقال علي : أتخلفني في الصبيان والنساء ؟! ، فقال له رسول الله : " ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟ ، إلا أنه ليس نبيٌّ بَعْـدِي " .

وهنا أثبت لعلي رضي الله عنه المكانة العلية منزلة هارون من موسى ، وكلنا يعلم بأن هارون عليه الصلاة والسلام كان نبيا رسولا ، فأثبت له منزلته منه مع التأكيد على نفي مقام النبوة عنه ! ، مع أن هارون كان رسولا أيضا فلم يتطرق لنفي ذلك بعده مع أن الحاجة تقتضي البيان هنا لإيضاح نفي الإرسال كذلك لرفع اللبس مثل ما اقتضى منه الإيضاح في نفي النبوة بعده ، لكنه لم يفعل تجنبا عن وقوع اللبس بدلا من رفعه ، أو التزام التفصيل وهذا مما لم تقتضه الحاجة بحسب توقفه عند هذا الحد ، مثل ما اقتضت بنفي النبوة عن علي بعده على ما حصل لهارون وموسى ، لكن في الإرسال تم السكوت عن ذلك ، وذلك لعلمه عليه الصلاة والسلام أنه كائن بعده ارسال من المولى عز وجل على وفق ما تقرر في تفصيلي سابقا ، فلم تكن الحاجة إلا لنفي النبوة بعده .

ومن تفكر بظاهر نص الحديث وحقيقة ما كان عليه هارون عليه السلام ومقارنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما بين مقام هارون من موسى ، ومقام علي منه ، ورأى ما نفى صلى الله عليه وآله وسلم وما سكت عنه في حال هارون أدرك ما أعني هنا وأيقن بالفعل أنه صلى الله عليه وآله وسلم وقاف عند هذا الحد الذي حده الله تعالى في كتابه ، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو بالفعل خاتم الأنبياء لا المرسلين .

ولا يقل الجاهل هذا من التنطع أو التعمق أو هو من جنس التشدق ، أبدا الأمر ظاهر هنا بالحق وهو أجلى شيء لمن هدى الله قلبه والتزم دلالة جميع النصوص ولم يحرف شيء منها أو ينقص من لفظها بحجة الرواية بالمعنى أو الحاجة للإختصار ، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وآله وسلم كما مر معنا قبل بحديث أنس رضي الله عنه أنه صلوات ربي وسلامه عليه استثنى في النبوة والرسالات ، فما المانع أن ينفي هنا في منقبة علي ومقارنته بمقام هارون في الإرسال مثل ما نفى في النبوة ، وهناك نراه استثنى في النبوة والإرسال من بعد ما قرر انقطاعهما بعده ، ولم يكن أي اشكال ، مع أنه في بيانه مكانة علي رضي الله عنه وعلمه أن هناك سيبعث رسولا من بعده معلم محدث ووصفه بـ " المهدي " كما وصف علي بهذا مع الخلفاء ، وافرده بالدعاء له بخاصه بـ " اللهم اهدي قلبه " وغيره كثير ، ومع هذا لم ينف عنه صفة الإرسال ولم يحاذر من حصول اللبس بهذا ليقينه أن هذا المقام محفوظ من الأدعياء على الأقل بعده عن قرب ، عكس مقام النبوة فما زال يدّعى من الذين كفروا وسيكون آخرهم الدجال الأعور .

وبهذا ندرك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقاف عند قول الله تعالى : ﴿ مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً ﴾ . لا يتجاوزه ويقول أنه خاتم المرسلين كذلك ولو كان في مقام البيان لرفع اللبس عن ادعاء النبوة بعده مثل ما حصل في حديث منقبة علي رضي الله عنه .

هذا وإن التزموا بأن آيات سورة الدخان تأويلها آخر الزمان لزمهم اعتقاد أن المهدي من رسل الله تعالى ، وعليه سيجدون اتفاق دلالات النصوص عندهم كلها على ذلك ، وسيخرجون بهذا أنفسهم مما أوقعوها فيه خصوصا بزماننا حسب ما نرى من هؤلاء الجهلة المقلدة من تناقض مع القرآن وأخبار المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، وهذا ما ننصح آخر مقلدتهم بالنزوع عنه ليهتدوا وإلا بسبيل من هلك والله المستعان .

ولا جدال بعد ذلك بأن مراده عليه السلام بأن الإرسال والإنباء منقطع بعده إلا بالمبشرات ما تقرر في دعوة المهدي عليه السلام ونبه عليه ، ولهذا لما شق على الصحابة إخباره بهذا الإنقطاع للوحي والإرسال ، ذكر الإستثناء لتطيب خواطرهم ويفرحهم بهذه البشرى العظيمة ويبين لهم أن هذه الأمة لن تعدم من الخير بعده عليه الصلاة والسلام .

وقريب من المعنى هنا ما روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : ( لا نبوة بعدي إلا ما شاء الله ) . قال أبو عمر ابن عبدالبر رحمه الله تعالى تعليقا على هذا : يعني الرؤيا ــ والله أعلم ــ التي هي جزء منها ، كما قال عليه السلام : ( ليس بعدي يبقى من النبوة إلا الرؤيا الصالحة ) .(4)

والإستثناء هنا ، وفي الخبر السابق سواء في المعنى ، والذين أنكروا تحقق الإرسال يريدون عده والنبوة سواء وهم في كلا الأمرين لم يدركوا حقيقة ومعنى الإستثناء ، وقد جهلوا في هذا الباب جهلا عظيما وخلطوا في ذلك خلطا بعيدا ، ويعد هذا مما هم فيه اليوم سببا رئيسيا في صدهم عن سبيل الحق في بعث المهدي واعتقاد أنه رسول من الله تعالى نص على إرساله القرآن العظيم ، وكل ذلك بسبب خلطهم وجهلهم في عدم فهم هذا الأمر على حقيقته الشرعية التي فرض الله تعالى وقدر .

ولو وعوا قليلا لأدركوا أن الإستثناء هذا لا يقع على الإرسال إلا بحقيقة شرعية ، وإلا ما كان لقول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم أي معنى ، بل لعد ذلك ضربا من الخلط والهذيان ، وحاشاه عليه الصلاة والسلام أن يخوض في هذا بغير معنى يريده شرعا ، وحقيقة مطلبه الأسمى إيضاح المعنى الذي عليه دعوة المهدي الآن للناس ، ولكن أكثر الناس لم يدركوا ذلك فهم عنها عمي لا يهتدون نسأل الله تعالى السلامة في ديننا كله .

وهم في ذلك حتى لم يدركوا معنى الإستثناء الواقع على النبوة ، ولم يدركوا حتى الآن أن الجزء المستثنى المعني في الحديث أن عمله من علم الغيب عليهم ، وهم في كل خوضهم ونفيهم يعدون متخرصين على علم الله تعالى ، متحكمين في مقتضى أخباره وحكمته سبحانه ، يقولون الرؤيا مجرد بشرى عامة لن يكون لها متعلق بوحي خاص لمهدي الله تعالى المجتبى أبدا ، وليس بعد هذا التحكم والتخرص تخرص على وحي الله تعالى وعلم الغيب عنده .

وأتحدى الأمة كلها أن تأتيني بمعنى الإستثناء بالإرسال على أي وجه سيكون نفيه عن المهدي ، قولا شرعيا مدعما بالدليل ، لا مجرد الأقاويل والتخرصات ، ولن يقدروا على شيء ، وكيف يقدرون والبله ما زالوا حتى الآن لم يدركوا معنى الإستثناء على النبوة كيف وجهه ؟! .

ولا يفوتني هنا التذكير بأن في سابق عهد الناس الخوض في مثل هذا ، وأنهم كانوا يختلفون في إدراك حقيقته وقد تنازعوا أشد نزاع في ذلك للحد الذي رمى بسببه القرطبي الغزالي بالإلحاد ، لكن كلهم يجهلون حقيقة الأمر على التمام ويخلطون في ذلك بأنواع من الأوهام ، كدعوى الغزالي على شيء من الحق أنه هذيان ! وهو لا يعي أن ذلك من الحق ، وما أمكن الجمع بين ذلك كله والربط المحكم لفروعه على أصوله إلا في هذه الدعوة المباركة ، دعوة المهدي عليه السلام .

قال القرطبي رحمه الله تعالى في تفسيره لآيات سورة الأحزاب : قال ابن عطية : هذه الألفاظ عند جماعة علماء الأمة خلفا وسلفا متلقاة على العموم التام مقتضية نصَّا أنه لا نبي بعده صلى الله عليه وآله وسلم .

قال القرطبي : وما ذكره القاضي أبو الطيب في كتابه المسمى بالهداية : من تجويز الإحتمال في ألفاظ هذه الآية ضعيف .

قال : وما ذكره الغزالي في هذه الآية ، وهذا المعنى في كتابه الذي سماه بالإقتصاد ، إلحاد عندي ! ، وتطرق خبيث إلى تشويش عقيدة المسلمين في ختم محمد صلى الله عليه وآله وسلم النبوة ، فالحذر الحذر منه ! والله الهادي برحمته .

قلت ــ القول للقرطبي ــ : وقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : ( لا نبوة بعدي إلا أن يشاء الله ) . قال أبو عمر : يعني الرؤيا ــ والله أعلم ــ ، التي هي جزء منه . اهـ . (5)

قلت : أما هذا الخبر ( لا نبوة بعدي إلا أن يشاء الله ) ، فقد رواه الجوزجاني في الأباطيل وحكم عليه بالوضع والبطلان تشنجا أراه ، وإلا في معناه روي حديث غير موضوع ولا هو بالباطل عندهم ، ومثله تقرر الإستثناء في النبوة بعده صلى الله عليه وآله وسلم ، إلا أن هذا الأمر يبقى مستنكرا عند هؤلاء تقليدا وجهلا ، وقلة هداية وتوفيق لا أكثر ، ومن أدرك الجمع بين هذا وأمر المهدي عليه السلام ، وأيقن حقيقة الرؤيا وأثرها بالوحي الرباني وتكليم الرب عباده سبحانه ، لعرف وجه الإستثناء هنا ولتآلفت عنده دلالة النصوص كلها واتحدت على وجه الحق ، لم تختلف وتتضاد أبدا .

ولننظر الآن لما قرره الغزالي في هذا المبحث وعليه قال القرطبي ما قال ، قال الغزالي بعد تشكيكه في ثبوت الإجماع في الباب في مباحثه بالتكفير :

الرتبة السادسة: أن لا يصرح بالتكذيب ولا يكذب أيضاً أمراً معلوماً على القطع بالتواتر من أصول الدين ولكن منكر ما علم صحته إلا الاجماع ، فأما التواتر فلا يشهد له ، كالنظام مثلاً ، إذ أنكر كون الاجماع حجة قاطعة في أصله.

وقال : ليس يدل على استحالة الخطأ على أهل الاجماع دليل عقلي قطعي ولا شرعي متواتر لا يحتمل التأويل ، فكل ما تستشهد به من الأخبار والآيات له تأويل بزعمه ، وهو في قوله خارق لإجماع التابعين ؛ فإنا نعلم إجماعهم على أن ما أجمع عليه الصحابة حق مقطوع به لا يمكن خلافه فقد أنكر الإجماع وخرق الإجماع وهذا في محل الاجتهاد .

ولي فيه نظر ، إذ الاشكالات كثيرة في وجه كون الاجماع حجة فيكاد يكون ذلك الممهد للعذر ، ولكن لو فتح هذا الباب انجر إلى أمور شنيعة وهو أن قائلاً لو قال : يجوز أن يبعث رسول بعد نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، فيبعد التوقف في تكفيره ومستند استحالة ذلك عند البحث تستمد من الاجماع لا محالة ! ، فإن العقل لا يحيله وما نقل فيه من قوله : لا نبي بعدي ومن قوله تعالى : خاتم النبيين . فلا يعجز هذا القائل عن تأويله فيقول : خاتم النبيين أراد به أولي العزم من الرسل ، فإن قالوا النبيين عام ، فلا يبعد تخصيص العام . وقوله لا نبي بعدي لم يرد به الرسول ، وفرق بين النبي والرسول والنبي أعلى رتبة من الرسول إلى غير ذلك من أنواع الهذيان .

فهذا وأمثاله لا يمكن أن ندعي استحالته من حيث مجرد اللفظ فإنا في تأويل ظواهر التشبيه قضينا باحتمالات أبعد من هذه ولم يكن ذلك مبطلاً للنصوص .

ولكن الرد على هذا القائل أن الأمة فهمت بالإجماع من هذا اللفظ ومن قرائن أحواله ، أنه أفهم عدم نبي بعده أبداً وعدم رسول لله أبداً ، وأنه ليس فيه تأويل ولا تخصيص ، فمنكر هذا لا يكون إلا منكر الإجماع ، وعند هذا يتفرع مسائل متقاربة مشتبكة يفتقر كل واحد منها إلى نظر ، والمجتهد في جميع ذلك يحكم بموجب ظنه يقيناً وإثباتاً والغرض الآن تحرير معاقد الأصول التي ياتي عليها التكفير ... فالمقصود التأصيل دون التفصيل اهـ .

ومن هنا أتى إنكار القرطبي عليه ، إذ عد الغزالي أدلة الباب التي ذكر لا تفيد القطع الذي لا يتطرق إليه الإحتمال ، وأن منتهى مستند الجمهور في ذلك دعوى الإجماع ، وتلك الدعوى أجاز خرقها بالإجتهاد ، وعليه قال القرطبي فيه ما قال .

ولا يعنيني هنا التعليق على ما ذكر الغزالي إلا عده القول بأن النبي أعلى مقاما من الرسول من الهذيان !! ، والصحيح أن قوله بذلك هو الهذيان بعينه ، فقد مر معنا سابقا أن هناك قراءة ثابتة لإبن عباس وأبي بن كعب في جواز إرسال المحدث ، وقد أبانت السنة أن المحدث والمكلم دون منزلة الأنبياء من حيث العموم ومع هذا تحقق في بعضهم الإرسال ، فكيف يصح قول الغزالي مع هذا ؟! .

وإنما أوردت كلام الغزالي هنا لإرادة تنبيه القراء على مدى ما بلغ بهم الإضطراب في هذا الباب ، وكيف أن هناك من سبق للتطرق بالحديث عليه ، إلا أنهم يبقون على غير يقين فيه ولا هدى ولا كتاب منير .

قال تعالى : ﴿ أفغير الله أبتغي حكما وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا ، والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق ، فلا تكونن من الممترين . وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم . وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون . إن ربك هو أعلم من يضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ﴾ .
----------------------------------
(1) ( المنهاج جـ7 ص 516 ) .
(2) السالمية في نصح أتباع المهدية ( قواعد أصولية مع المخالفين ) .
(3) صححه الترمذي وصححه الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي .
(4) ذكره عنه القرطبي في تفسيره .
(5) ( التفسير ج14/196 م7 ) .

يتبع................
تحيتي
أختكم دماء الطف[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alkazem.ahlamontada.com
دماء الطف (ام منتظر)
مديرة المنتدى
دماء الطف (ام منتظر)


المساهمات : 257
تاريخ التسجيل : 01/08/2008
العمر : 35

هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد Empty
مُساهمةموضوع: رد: هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد   هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد Emptyالخميس ديسمبر 04, 2008 11:45 am

االفصل الرابع

وقال حفظه الله تعالى بالنسبة لحجتهم الثانية وهي :

ما رواه الترمذي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : " إن الرسالة والنبوة قد انقطعت فلا رسول بعدي ولا نبي لكن المبشرات " .

وهذا الحديث إن سلمنا بصحته فهو حجة لنا لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم استثنى من المنقطع فلا شك أن المستثنى باقٍ لم ينقطع , والمستثنى بعضٌ من المستثنى منه ولا يلزم أن يكون البعض المستثنى مساو للمستثنى منه ومماثل له مطابقة فيكون حينئذٍ في الكلام الذي يوجب الإستثناء تقدير يوجبه الإستثناء ، فإذا ثبت أن في الكلام تقديراً وكان الأمر المستثنى منه أمر عظيم جداً لا يتهاون فيه ولا يُتساهل وليس في الحديث ما يُحدد هذا التقدير ويعينه فلا شك قطعاً أن في خبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم إحالة إلى ما يحدد ويُعين هذا التقدير ويجب أن يكون المحدد والمُعين لهذا التقدير يوجب اليقين والعلم لا الظن ويقطع العذر ويكون المرجع في ذلك إلى القرآن والاحاديث المتواترة حتى تقوم الحجة قياماً عاماً لا خاصاً ويكون هذا المُعين والمُحدد من البراهين التي يشترك في التمكين من معرفتها العامة والخاصة ولا تكون مقصورة على بعض الناس أو للخاصة من أهل العلم والاجتهاد دون من ليس كذلك .

فإذا تقرر هذا فإن الاستثناء هو قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : " لكن المبشرات " . ونحن قد أقمنا البرهان من الكتاب العزيز على تحديد التقدير وتعيينه ويكون المستثنى من رسل الله التي انقطع بعثها بعد نبينا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم هو الرسول المحدّث الذي ليس بنبي , وحينئذٍ يكون التقدير هكذا :

ان الرسالة والنبوة قد انقطعت فلا رسول بعدي ولا نبي لكن المبشرات ، يبعث الله بها رسولا ً مُعلّماً مُحدّثاً ليس بنبي يجدد لهذه الأمة دينها . فانظروا عباد الله كيف كانت حججهم براهين لهذه الدعوة المهدية مصدقة لها ومؤيدة لأتباعها وافطنوا لإفلا س المعارضين من البرهان وخلوّ أيديهم من الآيات والدلائل التي تصدق دعواهم ، وهكذا كل حجة أتوا بها فاعلموا أنها لنا لا لهم وعليهم لا علينا فإن الله مولانا ولا مولى لهم .

وأوضح من ذاك الذي تقدم أن قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : " لكن المبشرات " يفتقد إلى خبر إذ أن قوله : ( المبشرات ) مبتدأ والخبر مُقدّم وكون الخبر مُقدّراً في هذا الأسلوب من المسلمات البديهية في علم القواعد والمعاني ويبقى طلب تحديد المقدّر قائماً ومعلوم أن ( لكن ) هنا استدراكية على انقطاع بعث الرسول والنبي بعد نبينا صلى الله عليه وآله وسلم وهذا الأمر من الأهمية بمكان وحيث لم يذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الحديث الخبر المُقدّر للمبتدأ الذي هو ( المبشرات ) فلا شك أنه أحال على شيء يفصل محل النزاع بيننا وبين مخالفينا ولم يجعل في نفس الحديث ما يفصل النزاع إذ تقدير الخبر لا شك انه كان مقصوداً للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فهذه إرادة منه في ألا َّ يجعل في هذا الحديث ما يفصل النزاع وإرادة منه أيضاً أن يكون الفاصل لمحل النزاع خارج هذا الحديث فيجب أن يكون فيما جاء به النبي صلى الله عليه وآله وسلم من القرآن والحكمة ما يكون فاصلا لمحل النزاع ، ونحن قد أقمنا البرهان في تحديد تقدير الخبر الذي لم يذكره النبي صلى الله عليه وآله وسلم لفظاً وهدانا الله إلى الدليل والبرهان الفاصل لمحل النزاع ، وأنتم لم تهتدوا إلى ما يكون فاصلا ً لمحل النزاع ، والدليل أنهم يذكرون من الحجج التي لا تمت لمحل النزاع بصلة مثل احتجاجهم بقوله تعالى : ولكن رسول الله وخاتم النبيين ... الآية ، ونحن لم ننازع في أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خاتم النبيين ولا نقول أن بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم يُبعث نبي أو رسول نبي حتى تكون هذه الآية حجة علينا فإن هذه الآية حجة على من يقول أن بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم يُبعث نبي أو رسول نبي ، ولكنّا نقول أن بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم يُبعث رسول مُحدّث ليس بنبي لمّا قام البرهان على بعثه وليس فيما جاء به نبينا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ما ينفيه حتى يجب نفيه بل هذا هو عين ما جاء به النبي صلى الله عليه وآله وسلم من ربه كما في سورة الدخان وغيرها .

وأيضاً يجب أن يُعلم أن الرسول المنفي بعثُه بعد نبينا صلى الله عليه وآله وسلم ، هو الرسول النبي لقيام علة النفي فيه وهي كونه نبيّاً ، فإذا اتضح أن النفي معلق بعلة فإذا وجدت هذه العلة وجب النفي وإذا انتفت امتنع النفي .

ألا ترى أن النبي الذي ليس برسول لا يُبعث كذلك بعد نبينا صلى الله عليه وآله وسلم وما هذا إلا لوجود علة النفي وعلة النفي هي كونه نبيّاً بغض النظر عن كونه لم يوصف بانه رسول وإذا كان وصف النبي بأنه رسول او ليس برسول لا يُؤثر في ثبوت علة النفي كان هذا الوصف أعني الرسول إذا جُرد وانتفى أن يكون ذلك الشخص نبياً عديم التأثير ولا يوجب قدحاً في ختم نبوة نبينا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ، وكان القادح الذي يُوجب النفي هو بعث نبي بعد نبينا صلى الله عليه وآله وسلم سواء كان رسولا ً أو لم يكن رسولا ً .

وإذا كان الأمر سيان في وصفه بأنه رسول أو عدمه كان هذا برهان صادق على أن الرسول المجرد من أن يكون نبياً لا يعارض بعثه بعد النبي صلى الله عليه وسلم ختم النبيين إذ أنه ليس بنبي ، وأما الرسول الذي ليس بمجردٍ من النبوة الموصوف بأنه رسول نبي فلا ريب أن بعثه بعد نبينا صلى الله عليه وآله وسلم يعارض ختم النبيين بنبينا صلى الله عليه وآله وسلم لأن بعثه بعد الختم ضد الختم ونقيض له ولأن الرسول النبي المبعوث بعد ختم النبيين نبيٌ وحينئذٍ يبطل الختم للنبيين بخلا ف لو كان رسولا ً ليس نبي فإن هذا لا يبطل الختم للنبيين لان هذا الرسول ليس بنبي ، وإذا تقرر هذا فلا حجة لهم حينئذٍ إلا دعوى عدم إرسال رسول ليس بنبي وهذه الدعوى أبطلناها بآيات الدخان الناصه على بعث رسول مُعلَّم ليس بنبي بعد نبينا صلى الله عليه وآله وسلم .

وحقيقة قولهم أن من وصف بأنه رسول وجب وصفه بأنه نبي ، باطل وليس بين الوصفين تلازم لا نفكاكها ووجود أحدهما دون الآخر كما وجد نبي ليس برسول وهذا يدل أنه ليس بينهما تلازم إذ أنه يمتنع في بداءة العقول والفطر في الأشياء المتلازمة وجود اللازم دون الملزوم ، أو وجود الملزوم دون اللازم ، وكذلك ثبت في القرآن والسنة الثابتة وصف الملائكة بأنها رسل وهم ليسوا بأنبياء وهذا كله يدل على عدم التلازم بين هذين الوصفين وأيضاً قراءة ابن عباس التي تثبت إرسال المحدّث حجة في هذا المقام .

ومع ذلك فإن الحديث رواه الترمذي وفيه رجل اسمه المختار بن فُلفُل وقد انفرد فيه عن انس رضي الله عنه والرجل فيه مقال وبعض أهل الحديث تكلم فيه وعلى هذا وان صح فهو لا يفيد اليقين لأنه خبر فرد وراويه ليس من الحفاظ المتقنين , بل ان خبر الواحد الحافظ المتقن لا يفيد اليقين إذا لم تحفه القرائن هذا بالاتفاق ممن يرون حجية خبر الواحد وهو مقيد بالحافظ .

وأما غير الحافظ إذا انفرد فإنه لا يفيد اليقين بل حتى وان عضده مثله أو أقوى منه إذا كان في مرتبته فإذا كان خبر الحافظ إذا انفرد فيه لا يفيد اليقين الا بالقرائن ، والقرائن لا يعلمها عامة الناس بل إن بعض الخاصة قد تخفى عليه كما ذكر ابن تيمية في منهاج السنة فقال :

" وخبر الواحد لا يفيد العلم الا ّ بقرائن وتلك قد تكون منتفية أو خفية عن اكثر الناس فلا يحصل لهم العلم الا بالقرآن والسنن المتواترة " . (1)

فكيف يفيد خبر المختار بن فلفل العلم وهو قد انفرد فيه وليس هو من الحفاظ المتقين فهذه الحجة لا يجوز الاحتجاج بها فيما كان المطلوب فيه العلم واليقين لا الظن , ومن الأصول المتقررة أن الظنيات لا تُعارض بها اليقينيات اهـ .(2)

أقول : حديث أنس رضي الله عنه رواه الإمام أحمد والترمذي والحاكم ولفظه تاما كما يلي : " إن الرسالة والنبوة قد انقطعت فلا رسول بعدي ولا نبي " قال : فشق ذلك على الناس ، فقال : " ولكن المبشرات " ، قالوا : يا رسول الله وما المبشرات ؟ قال : " رؤيا الرجل المسلم وهي جزء من أجزاء النبوة " . (3)

وفي بعض طرقه أنه قال هذا في جملة كلام معه بلغه لأصحابه في مرضه الذي قبض فيه ، بل أفادت الرواية انه قال ذلك وهم في حال أداء صلاة الجماعة ، كشف غطاء باب بيته وإذا هم يصلون فأبلغهم بذلك ، ما يؤكد على أهمية هذا البلاغ ، لكن للأسف لم يعِ الناس هذا المعنى ويدركوا حقيقته ، ولو كانوا يعون ذلك لما حملوا هذا وغيره على ما يرى سائر الناس من مرائي صادقة ، سواء المسلم والمؤمن منهم ، أو الكافر والمنافق .

وآكد ما يؤكد على خصوصية هذا الأمر وأنه مما سيكون في إرسال المحدث المعلم مهدي الله وخليفته في هذه الأمة بعده ، أن أوقع الإستثناء كما هو في هذا الخبر على النبوة والرسالة ، ولا معنى لإيقاع هذا الإستثناء على الإرسال كما على النبوة إلا على ما تقرر في دعوة الحق بعث المهدي عليه السلام ، ولا يمكن لأي أحد الجواب على هذا بغير هذا السبيل .

وقد روي عن جمع من الصحابة في الإستثناء على النبوة دون الإرسال منهم عائشة رضي عنها ، وأم كرز وابن عباس ، وأبي هريرة ، وعامر بن واثلة ، ولفظ حديث عامر : ( لا نبوة بعدي إلا المبشرات ) . وحذيفة بن أسيد بلفظ : ( ذهبت النبوة فلا نبوة بعدي إلا المبشرات ) .

فكل هؤلاء يروى عنهم بالإستثناء في النبوة ما عدى أنس روي عنه في الإستثناء على النبوة والإرسال ، فإما تصرف الرواة كلهم بما روى سائر الصحابة وفلت ما أخبر أنس منهم لم يتصرفوا به ، والزيادة فيما أخبر أنس رضي الله عنه هي الأتم وعليها المعتمد ، إذ أنه أخبر أن ذلك كان منه صلى الله عليه وآله وسلم في مرضه الذي قبض بعده ، يعني من آخر ما تكلم به صلوات وربي وسلامه عليه وبلغ ، فلا يضر بعد ذلك معرفة حقيقة ما كان ، سواءٌ قلنا أن الرواة تعمدوا اسقاط ذلك من رواية غيره ، أو أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يخبر بذلك إلا آخر وقته فأخبر بما حدث أنس رضي الله عنه وهو مستبعد والمتهم تصرف الرواة بالمعنى والحذف ! ، والعمدة في أخذ الحديث بتمام خبره ولفظه لا يجوز التحديث به مع انقاص شيء منه وهذا ينافي أمانة التبليغ مثل ما يسمع الخبر منه .

وعلى هذا يكون الاستثناء واقع على الرسالة والنبوة ولا وجه للإستثناء في الإرسال إلا على أصل الحق في دعوة الحق وهو إرسال المهدي عليه الصلاة والسلام ، وهذا الأوفق للقول بأن تأويل آيات سورة الدخان آخر الزمان لا تعارض بين ذلك ، على خلاف ما تقرر في اعتقاد الجمهور .

يتبع.............
تحيتي
أختكم دماء الطف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alkazem.ahlamontada.com
دماء الطف (ام منتظر)
مديرة المنتدى
دماء الطف (ام منتظر)


المساهمات : 257
تاريخ التسجيل : 01/08/2008
العمر : 35

هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد Empty
مُساهمةموضوع: رد: هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد   هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد Emptyالخميس ديسمبر 04, 2008 11:30 am

الفصل الثالث

ومنتهى ما تحصل لمن راجت عليه هذه الشبهة فحسبها حجة الله القاطعة في عقيدتهم ، هذين الخبرين الذين ساقهما أخي الشيخ " سالم بن حمود الخالدي " ورد عليهم بقوله :

ثم اعلموا اكرمكم الله أنه لابد من تأصيل أصل ومقدمة عند جدالك مع المخالفين قبل ما تبدأ بذلك في حال اضطررت للجدال معهم ، وما أعني بالأصل هنا :

( وجوب ان تكون الحجة في دفع صفة الرسول عن الشخص الدَّعي لذلك يقينية توجب الجزم والعلم ، كما تجب في الإثبات ، والا لا تقبل مطلقاً لأن هذا المقام مقام يقين والظن ممنوع فيه فلا تقبل الا الحجج اليقينية في النفي والإثبات ) .

واعلم ان كل حجة احتجوا بها فهي إما لا تدل على المقصود ــ وهو نفي إرسال المهدي ــ أو أنها ظنية الثبوت والدلالة , وسأذكر لك من حججهم : ــ

الأولى / ما رواه الحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : " أنا اللبنة وأنا خاتم المرْسَلين " .

وهذا الحديث رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يذكر فيه : ( خاتم المرسلين ) بل ذكر فيه : ( خاتم النبيين ) . وترجيح مارواه الشيخان واتفقا عليه أولى وهو المتعين لأنها رواية عمن هو أجل وأفضل من الحاكم بالضبط والإتقان .

والحاكم معروف عند أهل العلم بالحديث بالتساهل في إخراج الحديث ، ثم أن رواية الشيخان أولى من رواية الحاكم لأنها موافقة للقرآن والأحاديث المتواترة فإن الله عز وجل قال : ﴿ خاتم النبيين ﴾ ، وأما الأحاديث فقد تواترت بنفس لفظ القرآن ، فلذلك هم أعرضوا عن الأحاديث المتواترة حتى ضاق بهم المسلك ولم يظفروا الا َّ بما يزيد هذا الأمر قوة وحجة وهذا من التأييد حيث لم يجعل الله لهم حجة في لفظ القرآن ولا في الأدلة التي تفيد اليقين مثل مارواه أهل التواتر , بل ولم يجعل لهم حجة في البخاري ومسلم والكتب التي لا تتساهل في تخريج الأحاديث مما هي مقدمة على الحاكم وابن حبان ، مثل المسند وسنن أبي داود والترمذي والنسائي والدارمي ونحوها , وعلى هذا فحجتهم لا تفيد اليقين بل تفيد الظن , والظن في هذا ممنوع فتُمنع حُجتهم , وذلك لأن الحديث حديث واحد فلا بد أن يكون النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذكر لفظاً واحداً فهنا يُسلك الترجيح والراجح مارواه البخاري ومسلم وغيرهم ، فانظر كيف سقطت حجتهم اهـ .

وهنا أقول بأن : عزو أخي الشيخ سالم بن حمود لفظ هذا الحديث للحاكم ثم تعقبه بما تعقب لا يستقيم ، فهو لم يروه وإنما روي عند غيره والتبعة في هذه المخالفة لما أثبت في الصحيحين إنما هي على الصحيح عائدة على الزهري راويه عن أبي سلمة عن أبي هريرة ، أو على شيخه أبي سلمة في هذا الرواية ، فقد خولفوا في هذا من أبي صالح ذكوان السمان فرواه عن أبي هريرة باللفظ المثبت المختار في ما اتفق عليه البخاري ومسلم ووافقهم جماعة على ذلك منهم أحمد في المسند وغيره كلهم يروونه على هذا النحو : " وأنا خاتم النبيين " .

وهو مروي بهذا المعنى عن جابر أيضا مما يقوي رواية أبي صالح على رواية أبي سلمة بلا أدنى شك ، وقريب من لفظهما ما روي عن أبي بن كعب والعرباض بن سارية كله في ذكر الأنبياء ولم يرد ذكر للرسل عندهم ، وهو الحرف الصحيح لموافقته لما ورد بالقرآن الكريم ، وفي خلافه مما روى الزهري عن أبي سلمة خلل لا يدرك مدى خطأه وضلاله الذين لا يعلمون ، فمخالفته للحق منكرة شنيعة عظيمة من العظائم تصادم كتاب الله تعالى وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم ، ولازمها تكذيب الله ورسوله وهو الكفر .

ولو وعوا ذلك لما خالفوا في هذه الرواية وأجاز لنفسه من أجاز روايتها على هذا المعنى المنكر العظيم ، ومخالفتها للقرآن متيقنة الآن يجب دفعها بعد مبعث المهدي عليه السلام وإزالة لبسها عن الناس وإلا هلكوا ، ففيها مصادمة كما قلت لخبر الله ورسوله في إرسال المهدي عليه السلام خليفة لله ورسولا منه ، نص على ذلك القرآن قطعا وأنه من رسله حقا ، ووصفه بأنه " مُعلَّمٌ " ، ومعلمه الله تبارك وتعالى .

ونص كذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيما أخبر عنه أن الله يبعثه آخر الزمان ، مع إخباره بأن كل نبي يكون من بعده معلم قال أو " معلمان " ، فاتفق على ذلك الكتاب والسنة ، وخاب من افترى .

وكما تقرر شرعا أن البعث والإرسال من الله تعالى لا يكون إلا على وجهين ، إما إرسال وبعث شرعي ، او إرسال وبعث قدري ولا أحسب عاقل يَعُدّ إرسال المهدي عليه السلام آخر الزمان من جنس الإرسال القدري لا الشرعي! ، كيف والقرآن أتى النص فيه قاطع على إرساله حتى إنه وصفه بـ " المعلم " لتأكيد ان المرسل هنا المهدي لا رسول الله المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم خاتم النبيين ، وهذه صفة ولاية دون مقام النبوة ، وهي للمحدثين خاصة المكلمين لا الانبياء المرسلين أو غير المرسلين ، وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأنه كائنٌ في أمته بعده " معلم " وأكد بعض أصحابه على وجود هذا في أمته بعده وشهد بأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه منهم " معلم " مفهم .

ومن صرف آيات سورة الدخان عن أن تكون في المهدي عليه السلام فأيقنوا أنه مبطل مخالف لكتاب الله تعالى ملبس في دعواه ثبوت هذا الحرف عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، بل كاذب وفي عداد هؤلاء شارح الطحاوية " ابن أبي العز " ومن قلده من أهل الجهل والضلال من أمثال " سفر الحوالي " في تعليقاته على العقيدة الطحاوية , و " الفوزان " في تعليقاته على لمعة الإعتقاد لإبن قدامة وغيرهم كثير ، حتى بلغ ببعض جهالهم من الحمقى والمتشدقين بالأباطيل أن إذا ذكر هذا الحرف الكاذب وأراد عزوه أحال للصحيحين ، فيقول فض الله أفواههم " متفق عليه " ، تجد ذلك يقرر في مواقعهم ونواديهم .

وكلهم يقلدون إبن أبي العز في شرح متن الطحاوية حين علق على قول الماتن في عقيدته : وأن محمد عبده المصطفى ، ونبيه المجتبى ، ورسوله المرتضى ، وأنه خاتم الأنبياء ، وإمام الأتقياء ، وسيد المرسلين ، وحبيب رب العالمين ، وكل دعوى النبوة بعده فغي وهوى اهـ . (1)

قال ابن أبي العز تعليقا على هذا : قال تعالى : ﴿ ولكن رسول الله وخاتم النبيين ﴾ وقال رسول الله : ( مثلي ومثل الانبياء كمثل قصر أحسن بناؤه وترك منه موضع لبنة فطاف به النظار يتعجبون من حسن بنائه إلا موضع تلك اللبنة لا يعيبون سواها فكنت أنا سددت موضع تلك اللبنة ختم بي البنيان وختم بي الرسل! ) أخرجاه في الصحيحين ! اهـ . (2)

وهذا كذب بل المروي في الصحيحين قوله : ( فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين ) . هذا ما أثبت في الصحيحين .

وقد اعتمد المقلدة الجهلة من غير تمييز ولا إدراك لعظم مخالفة هذا اللفظ المنقلب عليهم من ( النبيين ) لـ ( المرسلين ) لما تقرر بكتاب ربنا عز وجل وسنة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم ، ولو ادرك من قلب هذا الحرف على هذا النحو مدى سوء مخالفته في ذلك لما أقدم عليه وأجاز لنفسه الرواية بالمعنى في هذا .

ووهم شارح الطحاوية باعتماد ذلك وحسب أنه يحيل لمليء ، لكنه بالحقيقة إنما اعتمد وهم للزهري او شيخه أبي سلمة وتلك الرواية أعرض عنها الحفاظ لعلمهم بهذا الوهم ، وسيأتي زيادة إيضاح لذلك لاحقا إن شاء الله تعالى .

وقد فطن الألباني لوهم أبي العز في شرح الطحاوية في هذا العزو ، فقال :

صحيح غير أن عزوه بهذا اللفظ للصحيحين وهم ، وانما هو عند ابن عساكر في تأريخ دمشق من حديث أبي هريرة كما في الجامع الكبير للسيوطي (3)، وأخرجه الشيخان عنه وعن جابر نحوه . وكذا رواه أحمد (4) ، ورواه أيضا عن أبي سعيد الخدري (5) اهـ . (6)

أقول : هذا كلام ساقط منافي للتحقيق الصحيح من الألباني ، ولا أخاله وقف على سند هذه الرواية لا في تأريخ ابن عساكر ، فإبن منظور مختصر التأريخ ذكرها بغير سند ولو وقف على سندها الألباني لذكره ، كذلك السيوطي في الجامع الكبير يورد الأخبار بغير أسانيد ما يعني انه لم يقف لها على سند أبدا .

وحقيقة الألباني تقلد عزو السيوطي وليس له علم بسندها مطلقا ، هذا على اعتبار احسان الظن به وبغيره ممن يتعمد يعزو هذا العزو الساقط ويحيل على رواية لفظ لا يمكن الوقوف على سندها من القارئ المحقق فكيف بالعادي فيعتمد ما يقولون وينقلون بهذا الخصوص اعتماد تقليد لا اتباع .

والأمر هنا حقا مريب منهم ، فعند تحقيق النظر وتدقيقه لن تجد منفذا لإحسان الظن في هؤلاء الجهلة والمقلدة الضلال في تقرير واثبات هذه اللفظة في الناس ، إذ أن الإحالة هنا للفظ رواية مخالفة لما فعلا هو مثبت في الصحيحين لا يستقيم مع التحقيق الصحيح ، وتصرف الألباني الضال في هذا العزو ظاهر فيه التلاعب عند أدنى تدقيق .

إذ لبس تلبيسا شديدا بالإيهام بصحة الرواية المقلوبة المعنى ، يدل على ذلك تركه تعقب الخطأ والقلب فيها من قوله : ( وانا خاتم النبيين ) إلى قوله ( ختم بي الرسل ) . والفرق بين المعنيين ظاهر ، ومن تساهل فيه ورواه على المعنى فذلك لعدم وعيه ما يترتب على هذا الخلاف من منكر عظيم وهو تكذيب الله تعالى فيما أخبر عن المهدي في سورة الدخان وكذلك ما أخبر رسوله في هذا الخصوص ، فلا يجوز تقليده بعد ذلك من هذا الباب ، وإن لم يكن فمن باب مخالفة ما أثبت في الصحيحين واعتمده الشيخان وأحمد .

فحكم الألباني بصحته هنا موهم ، وأكد الإيهام بقوله : وأخرجه الشيخان عنه وعن جابر نحوه ! ، وكذا رواه أحمد ورواه عن أبي سعيد الخدري اهـ .

وهذا كله كذب ، فالحديث أصله صحيح دون هذا القلب في آخره ، والرواية عن جابر رضي الله عنه موافقة لما اتفق عليه من حديث أبي هريرة رواية أبي صالح قوله : ( وانا خاتم النبيين ) . وعليه وافق لفظ الرواية عن جابر ما روي عن أبي هريرة من غير طريق الزهري ، كذلك لم تخالفهم الرواية عن أبي سعيد وأبي بن كعب ، وعليه أقول إيهام الألباني بما قال باطل وكذب وتصرف مخل بالأمانة العلمية ، ولا بد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال أحد اللفظين ، وما اتفق عليه البخاري ومسلم وروي عن جابر موافق للفظ الآية في القرآن وهو الصحيح في لفظ هذا الخبر الذي لا يجب اعتماد غيره ، ولذا تراه هو المعتمد عند المحققين وعليه اتفق عليه الشيخان وأحمد كما هو ثابت عنهم فيما رووا عن أبي هريرة وجابر من غير التفات منهم لما روى الزهري .

ولا يفيد بحال إحالة الألباني بقوله : كما في الجامع . ويريدنا الإكتفاء بورود اسم أبي هريرة دون من روى عنه ذلك ، وهذا محض تلبيس موهم بأن لعلها وردت هناك بنفس إسناد ما أثبت في المتفق وعند أحمد !! ، فيكون الخطأ ربما من النساخ ، أو اختلاف مخطوطة عن مخطوطة ونحوه ، واستبعاد الصحيح في ذلك وهو أن يكون الخلاف هنا إنما نشأ ممن روى عن أبي هريرة مباشرة أو ممن هو دونه مباشرة ، الزهري بالتحديد .

كما لا يفيد قوله : وأخرجه الشيخان عنه وعن جابر نحوه . بل هذا أخبث مما سبقه بالتصرف مشين موهم أيضا ، فالشيخان لم يخرجاه لا عنه ولا عن جابر بمثل ما ذكر شارح الطحاوية ولا بنحوه ! .

ومثله قوله عن رواية أبي سعيد ، فكل هذا باطل فنحوه عند المقلدة الجهال تحتمل الموافقة ، مثل ما تحتمل المخالفة وهو لم ينص على شيء ، وهم لن ينشطوا لتحقيق الصحيح من ذلك ، ولذا نرى حميرهم البشرية ومنهم من اجتهد عمره لينال شهادة الدكتوراه إذا عزى هذا اللفظ قال : " وهو متفق عليه " . كذبة فجرة ملاعين أداة للشيطان يطمس بهم النبوءات جهده مثل ما فعل بإخوانهم في بني إسرائيل لعنهم الله جميعا .


التحقيق ممن يكون هذا الوهم :

ربما يكون الحمل في هذه المخالفة على الزهري ، فهو ممن يجيزون رواية الأخبار بالمعنى ، وإلا فرواية أبي صالح عن أبي هريرة هي المقدمة على رواية أبي سلمة وعليها كان اعتماد البخاري ومسلم ، فلا يلتفت للمخالف لهم بعد ذلك ، وقد كان أحمد يعد مرويات أبي صالح عن أبي هريرة في المقدمة ، قال عنه أحمد : ثقة ثقة ، من أجل الناس وأوثقهم . (7)

وقال أبو داود : سألت ابن معين : من كان الثبت في أبي هريرة ؟ فقال : ابن المسيب وأبو صالح وابن سيرين والمقبري والأعرج وأبو رافع (Cool . ولم يعرج هنا على أبي سلمة .

وقال أحمد : أنه مقدم بالحديث . كان إبراهيم ـ يريد النخعي ـ صيرفيا في الحديث أجيئة بالحديث ، قال : فكتب مما أخذته عن أبي صالح عن أبي هريرة ، قال : كانوا يتركون أشياء من أحاديث أبي هريرة ! . (9)

وفي هذا ان أبا صالح مقدما على غيره بالرواية عن أبي هريرة ، لكن هؤلاء المقلدة لا يعون ويدركون مدى الخطأ بهذه الرواية التي يروجون لها دون الصحيحة ، رواية ودراية !! .

وقد روى جماعة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة هذه الرواية على الوجه الخطأ واعلموا انكم لن تجدوا من أشار لها من هؤلاء الضلال الجهلة لأنهم عازمون على إخفاء سندها لستر خطلها وحتى يستمرون على الإحالة لمجهولات ابن عساكر ومقطوعات السيوطي فيبقى الناس أبدا هكذا بالمعميات ! .

ومن رواها عن الزهري معمر ويونس وشعيب كلهم يروونها عنه على هذا الوجه الخطأ ، ولا علم لهؤلاء المقلدة بهذا التخريج وإن علموا وكانوا يكتمون فجريمتهم مثل ما قلت كبيرة جدا بهذا والله المستعان وأين ما ترجح الأمر فهو منكر ويدل على ضلالهم ، فما رأيناهم قبل في هذا إلا ويرجمون بالغيب احالة على إبن عساكر ، ولعل ابن عساكر كما قلت ليس لهم منه إسناد لفقدان تمام كتابه تأريخ دمشق ، وإن كان فهم يقينا لم يقفوا عليه ، فمختصره ابن منظور لم يذكر لها إسنادا ، وإحالة الألباني عليه من خلال السيوطي توحي بما قلت .


تثبيت المراجع لهذه المروية الخطأ :

رواها عن معمر ويونس الآجري في الشريعة ، وعن يونس أيضا ابن حبان في صحيحه ، وعند الطبراني في الشاميين عن شعيب ، ورواها عنه كذلك أبو بكر عبدالله بن محمد ابن الناقور البزار كما في الفوائد الحسان .

ولفظه عند الآجري : " مثلي ومثل الأنبياء قبلي كمثل قصر أحسن بنيانه , وترك منه موضع لبنة , فيطوف الناظرون ويعجبون من حسن بنائه , إلا موضع اللبنة , لا يعيبون غيرها , فكنت أنا سددت موضع تلك اللبنة , فتم البنيان , وختم بي الرسل " اهـ .

----------------------------------------------------------------------
(1) متن عقيدة الطحاوي بتعليق محمد بن عبدالعزيز المانع ص 9 .
(2) شرح عقيدة الطحاوي لابن أبي العز ( ص 158ـ 159 ) طبعة المكتب الإسلامي .
(3) الجامع الكبير للسيوطي: (2/203/1 ) . وهذا عزو الألباني .
(4) وهذا عزو منه ايضا للمسند : (2/244، 256، 312 ،398 ،412 ، 3 / 361 ) .
(5) وهذه منه لأحمد ايضا :(3/9)
(6) راجع تخريجه هذا على أحاديث شرح الطحاوية .
(7) التهذيب لإبن حجر 3/196 .
(Cool التهذيب لإبن حجر " " .
(9) حكاه عن الأعمش عنه . ( كتاب العلل ومعرفة الرجال ) .

يتبع...................
تحيتي
أختكم دماء الطف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alkazem.ahlamontada.com
دماء الطف (ام منتظر)
مديرة المنتدى
دماء الطف (ام منتظر)


المساهمات : 257
تاريخ التسجيل : 01/08/2008
العمر : 35

هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد Empty
مُساهمةموضوع: رد: هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد   هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد Emptyالخميس ديسمبر 04, 2008 11:25 am

الفصل الثاني

وهنا أنقل بعض الأخبار التي تفيد أن لا تلازم ما بين النبي والرسول تقييدا في الفرق ما بين الأنبياء والرسل ، مع ما مر ذكره قبل وفيه الوقف عند حد الله بكتابه أنه صلى الله عليه وآله وسلم خاتم الأنبياء لا الرسل ، فمن ذلك وأبدأ بحديث جابر رضي الله عنه :

O عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( أنا قائدُ المرسلين ولا فخر ، وأنا خاتم النبيين ولا فخر ) . (1)

ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يقول الحشو من الكلام وحاشاه من ذلك ، ولو صحت قاعدتهم الباطلة لاكتفى بالقول : ( أنا قائد النبيين وخاتمهم ) ، ولدخل بهذا كل رسول ، لكنه غاير بينهم كما هو الظاهر من لفظ الخبر ، فعد نفسه على التفصيل قائدا لكل مرسل ، لأن ليس كل رسول نبي ، وخاتما لكل الانبياء ، لأنه يخرج منهم بعض الرسل فليسوا بأنبياء وعليه يصدق قوله بالختم للأنبياء دون الرسل ، خلاف ما لو قال بختمه لكل رسول ، فمن الرسل ليسوا أنبياء وقد نصت على هذا كما نقل مرارا في كتب الإمام وبعض مقالاته بمنتديات المهدي المباركة قراءات بعض الصحابة التي أفادت تحقق إرسال " المحدثين " في السابقين ، وبه أيقنا أن من الحق بعث رسول قبله ليس بنبي ، ولن يكون قوله صحيحا وحاشاه بحال لو قال أنه خاتم المرسلين مثل ما هو خاتم النبيين إذ المهدي من المحدثين المعلمين وسيرسل بعده ، فمن يفهم هذه ؟ .

واللازم هنا انه بما ثبت في السابقين ارسال المحدث منع الختم بالمرسلين لأن بالامة محدثين ولذا لم يقل بالختم لهم على عكس الأنبياء .

ومر معنا ما روي عن ابن مسعود وابن عمر مثله في كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في جلوس التشهد الأخير .

O ومن ذلك حديث عبادة بن الصامت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : إن الله تعالى قال يا محمد : " لم أبعث نبيا ولا رسولا إلا سألني مسألة أعطيها إياه " . (2)

O وحديث : " أبوبكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين ، ما خلا النبيين والمرسلين " . (3)

ولو كان صحيح إجماع الأمة (أن كل رسول حتما يكون نبيا ) لما كان هناك حاجة ليقول هنا بالخبر ( والمرسلين ) ، وإلا لعد هذا من حشو الكلام وحاشاه بأبي وأمي هو ، أنه لم يكن من أبلغ خلق الله وأشدهم فصاحة مع إيجاز .

كما أنه لا يأتِ على وجه التوكيد ، فالتوكيد دخل اللغة لفائدة التحقيق وإزالة التجوز في الكلام أصلا ، وهو على وجهين لا يستقيم افتراض أيهما .

فتوكيد تكرير اللفظ غير وارد هنا لأنه لم يقل صلوات ربي وسلامه عليه : ( النبيين النبيين ) بل عطف بالواو .

وأما توكيد المعنى فممنوع كذلك هنا لأنه مناقض لما زُعِم على الأمة أنها أجمعت على إعتقاد أن ( الرسول نبي حتما ) من بعضهم ! وسأذكر لاحقا أسماء بعض من قال بهذا منهم .

وذلك أن قوله : ( النبيين ) . يشمل الجميع من ارسل منهم ومن لم يرسل ، فالرسول نبي على ما زعم في دين الأكثرين إلا من هدى الله عز وجل لفقه كتاب الله تعالى وما التزمه رسول الله من معنى في ذلك وخبر ، وهي حقيقتهما الأصلية المشتركة عند مدعي الإجماع !.

كما أن قوله كذلك ( والمرسلين ) لا يدل على الإحاطة والعموم ، بل العكس الإحاطة والعموم في قوله ( النبيون ) لأن الرسول نبي حتما ، والنبي قد لا يكون رسولا حتما ، فالأولى على هذا أن يتقدم ( المرسلون ) ( النبيون ) بنص الخبر لأن البلاغة بالكلام تقتضي تأخير ما يدل على الإحاطة والعموم وتقديم ما دونه عليه لعدم معنى التّبع .

مثال ذلك قوله تعالى : ﴿فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ﴾ . أخر ( أجمعون ) للإحاطة والعموم بالجنس وجعلها أعم من ( كلهم ) ! .

وفي هذا الخبر مثاله أن يقول : ( ما خلا ، المرسلين والنبيين ) لو جاز هنا دعوى جواز قوله ذلك من باب التوكيد ولو أنه أتى بواو العطف وهذا لا يجوز ، فوصف النبي هو الذي يقتضي الإحاطة والعموم فيؤخر عن رسول ، فعندهم كل رسول نبي وليس كل نبي رسول لكن النبوة تشمل عندهم وتحيط بكل رسول .

أما نحن فجاز على أصول دعوتنا ولله الحمد هذا التقديم بالخبر لعلو شرف النبوة على مجرد الإرسال ، ولذا نرى النبي صلى الله عليه وسلم لما قال له من شهد له بالنبوة : ( وآمنت برسولك الذي أرسلت ) . قال : بل قل بـ ( بنبيك الذي أرسلت ) . فقدم المقام الأشرف على ما دونه .

والمفارقة العجيبة هنا ، أنه لا يصلح العطف هنا على مذهب من زعم أن الرسول نبي حتما ، بأي وجه ولا حتى أن تكون الواو زائدة ! ، لأن شمولية النبوة للرسالة على مذهبهم تمنع هذا والله هو الموفق .

وممن ادعى هذه القاعدة الباطلة :

ابن كثير رحمه الله قال بهذا ( أن كل رسول نبي ) : هي نص في أنه لا نبي بعده ، وإذا كان لا نبي بعده فلا رسول بعده بالطريق الأولى والأحرى ، لأن مقام الرسالة أخص من مقام النبوة ، فإن كل رسول نبي ولا ينعكس اهـ .

يريد الآية قوله تعالى : ﴿ ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ﴾ .

وممن قال بهذا تلميحا " الشربيني " في تفسيره : أي آخرهم الذي ختم لأن رسالته عامة معها إعجاز القرآن فلا حاجة إلى استنباء ولا إرسال ! اهـ .

وقد بنى على هذا النقل وبعضه معه أحد الخلوف من الذين جبنوا عن مواجهة الدعوة المهدية بنقاش هذا الأصل مع المهدي عليه السلام وكبار أتباعه ، فأخذوا بدلا من ذلك يحوصون روغان الثعالب ويتناوشون من مكان بعيد من غير تصريح ونسبة هذا المعتقد لصاحبه المحق ، بل جبنوا عن ذلك وخلطوا تلبيسا وخسة ما بين اعتقاد المهدي عليه السلام بأن المهدي إنما يبعث من المولى عز وجل والبعث لا يكون إلا ارسالا من الله تعالى ، وبين بطلان اعتقاد النبوة بعده عليه الصلاة والسلام وهذا لا يعتقده إلا زنديق أو به سويداء ، أما اعتقاد الحق والمثبت بنص القرآن والسنة بهذا الذي انكروه ولم يصيبوا ، أنكروه جهلا وتقليدا وبذلك جحدوا أدلة ذلك وكفروا بها .

فقال هذا الجاهل الزاعم على المهدي تلميحا من غير تصريح بكتابه " الرد النافع " وهو غير نافع بل جُمِع على أصول المنافقين الجامية في تحريم تخلف الموظف عن ساعات الدوام الرسمي وغير هذا من سخافات السعودة والوطنيات الخبيثات والتي ما تحصل بها للطواغيت إلا أكل أموال المسلمين بالحرام ، فقال بخصوص اعتقاد ارسال المهدي :

وهو خاتم الأنبياء والرسل فلا نبي بعده ولا رسول لقوله تعالى : ﴿ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ﴾ .

ألا فليتق الله صاحب هذا القول المقيت ـ لم يفصح من يكون طبعا ـ إن كان من العقلاء المؤمنين ! بكتاب ربهم وصحيح سنة نبيهم وليطرد وسوسة الشيطان عن قلبه وجوارحه وليجتنب طرق الزنادقة المبطلين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون فإن لم يفعل فليس له إلا حد الحسام عقابا اهـ . (4)

ولهذا الجاحد الجبان نقول : إنما الحسام ينتظرك ورفقائك لجحدكم ما في القرآن والسنة ، والذي لم تورد منه شيئا لترده بالدليل والبرهان ، أعماك ورفقتك ومن على شاكلتكم من حمقى هذه الأمة ومقلدتها جحد القلوب وصرف الشياطين بالوساوس والتخمينات ، وإلا كل من قال وحدث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أصحابه ببعث المهدي يلزمه ما تنكرون فيعود رمي هذا الإعتقاد بالزندقة والردة على هؤلاء جميعا فهم من روى عن رسول الله في المهدي أن الله تعالى يبعثه ، بل على الصحيح هو عائد لمن أخبر بهذا رسول الله نفسه ، ويعد هذا منه وغيره من تمام الدين لا نقصا فيه كما زعم هذا الجاهل التائه .

وسيأتي لاحقا زيادة تفصيل في رد قول إبن كثير والشربيني بإذن الله تعالى .

-------------------------------------
(1) رواه الطبراني وسبق التعليق عليه في مقدمة الكتاب .
(2) رواه أحمد والطبراني وابن أبي عاصم واللفظ له على الإختصار .
(3) رواه الطبراني في الأوسط 4/272 .
(4) . الأجوبة المختصرة 115 زيد بن محمد هادي المدخلي .
يتبع..................
تحيتي
أختكم دماء الطف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alkazem.ahlamontada.com
دماء الطف (ام منتظر)
مديرة المنتدى
دماء الطف (ام منتظر)


المساهمات : 257
تاريخ التسجيل : 01/08/2008
العمر : 35

هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد Empty
مُساهمةموضوع: رد: هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد   هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد Emptyالخميس ديسمبر 04, 2008 11:21 am

الفصل الأول

وأقول بعد هذا : ممن توسع بتفنيد هذه الشبهة الغبية أخونا الشيخ " سالم بن حمود الخالدي " حفظه الله وفك أسره بمقاله الرائع ( السالمية في نصح أتباع المهدية " قواعد أصولية مع المخالفين " ) و كتابه ( محاججة اللئام ) .

ومما قرر فيها حفظه الله تعالى ما يلي :

وحقيقة قولهم أن من وصف بأنه رسول وجب وصفه بأنه نبي ، باطل وليس بين الوصفين تلازم لإنفكاكهما ووجود أحدهما دون الآخر كما وجد نبي ليس برسول ، وهذا يدل أنه ليس بينهما تلازم إذ أنه يمتنع في بداءة العقول والفطر في الأشياء المتلازمة وجود اللازم دون الملزوم ، أو وجود الملزوم دون اللازم ، وكذلك ثبت في القرآن والسنة الثابتة وصف الملائكة بأنها رسل وهم ليسوا بأنبياء وهذا كله يدل على عدم التلازم بين هذين الوصفين وأيضاً قراءة ابن عباس التي تثبت إرسال المحدّث حجة في هذا المقام وقد قال ابن حجر : ولا يلزم من دعوى الرسالة دعوى النبوة .(1)

والله تعالى قال : ﴿ ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليماً ﴾ . فهو لم يقل وخاتم المرسلين , والآية لا تدل على أن كل رسول نبي ، فلا تلازم بينهما . ونحن لا نسلَّم بهذه القاعدة ان كل رسول نبي , وعندنا فيها تفصيل .

ثم إنها قاعدة مختلف فيها بين أهل العلم كما هو في كتب التفسير ، والفاصل في ذلك قراءة ابن عباس الثابتة التي رواها سفيان بن عيينة في جامعه والحميدي في مسنده بإسناد من أصح الاسانيد على وجه الارض عن عمرو بن دينار عن ابن عباس ، وصحح إسنادها الحافظ ابن حجر في الفتح وعلقها البخاري بصيغة الجزم في كتاب الانبياء في صحيحه وهي قوله تعالى : ﴿ وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث الا َّ اذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته ﴾ .

وهي وان كانت ليست من القراءات السبع الا َّ أنها حجة في مثل هذه الأمور بالاتفاق لصحة إسنادها وقيام الدلائل على نفي الكذب والخطأ عنها .

واعلموا انهم ليس عندهم دليل لا من القرآن ولا من السنة التي توجب اليقين على هذه القاعدة فيرجع احتجاجهم بالظنيات وهي غير مقبولة في هذا الأصل العظيم ألا وهو الإرسال نفياً وإثباتاً . (2)

وهي قاعدة لم يجمع عليها الصحابه والتابعون لهم بإحسان ، بل ولم يؤثر ذلك عن أحدٍ من أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أو أحد من التابعين لهم بإحسان فيما نعلم ، فإن هذه الأصول الثلاثة الكتاب والسنة الثابتة وإجماع الصحابة والتابعين لهم بإحسان هي التي تعرض عليها أقوال الناس وأفعالهم وما ينتحلون من الدين فإن وافقه وإلا كان باطلا والقاعدة التي يحتجون بها ليس عليها دليل مما ذكرنا وإنما ذكرها بعض أهل العلم ولم يذكروا عليها دليلا وهذا هو التقليد بعينه والتقليد يفيد الظن ولا يوجب اليقين والظن لا يغني من الحق شيئا والقول بلا حجة لا يجب قبوله ومن كان قوله مجرد دعوى أمكن مقابلته بمثله وكذلك لا يلزم المسلمون بإعتقاد محدث لا أصل له في كتاب الله وسنة رسوله الثابتة وليس عليه إجماع الصحابة والتابعين لهم بإحسان . (3)

ومن تأييد الله للمهدي أنه لم يجعل للمخالفين في القرآن ما يكون لهم عليه حجة ، وبهذا أراد الله إضعاف حجتهم أمام المهدي فقال سبحانه : ﴿ وخاتم النبيين ﴾ ، ولم يقل المرسلين , لأن الله يعلم أنه سوف يرسل المهدي وانه يكون بعد النبي عليه السلام رسول فلذلك قال بعد قوله : ﴿ وخاتم النبيين ﴾ ، ﴿ وكان الله بكل شيء عليماً ﴾ ليبين لهؤلاء أنه ذكر النبيين ولم يذكر المرسلين لأنه يعلم أنه سوف يُرسل بعد النبي عليه السلام , فلو كان يعلم أنه لا يرسل بعد النبي أحدا لذكر لفظ المرسلين حتى لا يكون فيه تأييد لمن يدعي أنه رسول الله بعد النبي فكان عدم ذكر المرسلين تأييدا واضحاً فاضحاً لمن خالف المهدي حيث جعل جانب المهدي قوي مؤيد وجانبهم ضعيف مخذول من الحجة , وبهذا بان بأن ليس معهم على اعتقادهم هذا حجة وما هو إلا َّ التقليد الأعمى والجهل المركب اهـ . (4) .

وزاد في موضوع آخر من تقريراته بالقول في هذا الخصوص : قال تعالى بعدها : ﴿ ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك وأرسلناك للناس رسولاً ﴾ وإعراب ﴿ رسولاً ﴾ تمييز ، وهذا يدل على تنوع مَن يُرسله الله وأنت من هذا النوع يعني رسولاً وليس نبيّاً فلذلك جاء في الحديث الذي جاء في ذكر النوم قال الصحابي : " ورسولك الذي أرسلت " قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : لا ونبيك الذي أرسلت " .

وهذا يدل على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نقله إلى المقام الأشرف والأعلى درجة وأن اللفظة التي ذكرها الصحابي لاتدل على النبوة فلذلك ردَّه النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن مقالته وذكر اللفظ الصحيح اهـ . (5)

قلت : الحديث متفق عليه ، عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

" إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة . ثم اضطجع على شقك الأيمن . ثم قل اللهم إني أسلمت وجهي إليك . وفوضت أمري إليك . وألجأت ظهري إليك . رغبة ورهبة إليك . لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك .

اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت . وبنبيك الذي أرسلت . فإن مُت من ليلتك ، فأنت على الفطرة . واجعلهن آخر ما تتكلم به " .

قال ــ البراء ــ : فرددتها على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فلما بلغت : اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت . قلت : ورسولك الذي أرسلت. قال : " لا . ونبيك الذي أرسلت " .

قال النووي : اختلف العلماء في سبب إنكاره صلى الله عليه وآله وسلم ورده هذا اللفظ ، فقيل :

إنما رده لأن قوله : ( آمنت برسولك ) . يحتمل غير النبي من حيث اللفظ .

واختار المازري وغيره : أن سبب الإنكار أن هذا ذكر ودعاء فينبغي فيه الإقتصار على اللفظ الوارد بحروفه ، وقد يتعلق الجزاء بتلك الحروف ، ولعله أوحي إليه بهذه الكلمات فيتعين أداؤها بحروفها .

وقيل : لأن قوله : ( ونبيك الذي أرسلت ) . فيه جزالة من حيث صنعة الكلام ، وفيه جمع النبوة والرسالة ، فإذا قال : رسولك الذي أرسلت . فإن هذان الأمران مع ما فيه من تكرير لفظ رسول وأرسلت وأهل البلاغة يعيبونه .

وقد قدمنا في أول شرح خطبة هذا الكتاب أنه لا يلزم من الرسالة النبوة ، ولا عكسه ! اهـ . (6)

واختار القرطبي في شرح هذا الحرف تقرير قاعدتهم الباطلة أن كل رسول نبي ، وعد قوله : ( ورسولك الذي أرسلت ) : حشو من الكلام لا فائدة فيه ، ولذا منعه صلى الله عليه وأله وسلم .

وتعقبه الحافظ ابن حجر بالقول : هذا متعقب لثبوته في أفصح الكلام كقوله تعالى : ﴿ وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ﴾ وقوله تعالى : ﴿ إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم ﴾ . وقوله : ﴿ هو الذي أرسل رسوله بالهدى ﴾ . ومن غير هذا قوله : ﴿ يوم ينادي المناد ﴾ ، إلى غير ذلك .

وقال الحافظ : والذي ذكره أيضا في الفرق بين الرسول والنبي مقيد بالرسول البشري ، وإلا فاطلاق الرسول كما في اللفظ هنا يتناول الملك ، كجبريل مثلا ، فيظهر لذلك فائدة أخرى وهي تعيين البشري دون الملك فيخلص الكلام من اللبس اهـ . (7)

وكذلك اطلاقه يتناول المحدث المعلم وقد نص القرآن الكريم على جواز ارسال " المحدَّث " كما أخبر بإرسال " المُعلَّم " في هذه الأمة على ما يتلى منه في سورة الدخان ، وكذلك في قراءة بعض الصحابة لآية سورة الحج ، وبهذا يتضح السر من وراء منع المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم للبراء من هذا اللبس بالتداخل لهذه الحكمة ، ولأهمية تقريرها ورد ببعض ألفاظ هذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنكارا على البراء ( طعن بأُصبعه في صدره ) ! وقال له ( ونبيك الذي أرسلت ) .

وهذا لتأكيد المعنى الشرعي في اختلاف الوصفين ما بين النبي ومجرد كونه رسول ، فالنبي قد لا يكلف بإبلاغ رسالة ما ، ومن يحمل رسالة ما من الله تعالى لبني البشر قد لا يكون نبيا بكل حال قد يكون من جنس المرسلين المحدثين المكلمين ، ولذا نرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أكد على هذا المعنى وبشدة كما جرى مع البراء رضي الله عنه :

قال الطحاوي : قول البراء ( ورسولك الذي أرسلت ) ليس فيه إلا الرسالةُ خاصة ، والذي ردَّ عليهِ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وامرهُ أن يقولَ مكانَ ذلك وهو : ( ونبيك الذي أرسلْتَ ) يجمعُ الرسالةَ والنبوةَ جميعا ، فكان أولىَ مما يكونُ على الرسالةِ دونَ النبوةِ اهـ . (Cool

وهذا أوفق لأصول الدعوة المهدية وهو خلاف ما تقرر في أصول المخالفين له على ما هو بين وظاهر من سائر تقريراته في هذه الدعوة ، وتقريرات كبار تلاميذه رضي الله عنهم .

وقد اتفق القرآن والسنة وإنجيل المسيح عليه السلام على تأكيد هذا الأصل ، بل على الإخبار به :

فأما القرآن فعلى ما علم من قراءة ابن عباس وأبي ابن كعب في صحة ارسال المحدث وقد مر معنا هذا في أكثر من موضع بكتب الإمام المهدي عليه السلام وأعيد تقريره في أكثر من مقال في منتدياته المباركة ، كذلك تعد سورة الدخان نص قاطع على تحققه في هذه الأمة .

وأما السنة فلعموم ما ثبت عن المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وبعض أصحابه في الإخبار بـ ( بعث ) المهدي عليه السلام ، والبعث هو عين الإرسال على ما مر تقريره كذلك سابقا في تأصيلات المهدي وتلاميذه .

وأما الإنجيل فالأمر على ما تقرر من قول المسيح عليه السلام بإنجيله الصحيح قوله عليه الصلاة والسلام في جوابه لسؤال أحد الكهنة حين قال للمسيح عليه الصلاة والسلام :

أيأتي رسل آخرون بعد مجيء رسول الله ؟ فأجاب يسوع : لا يأتي بعده أنبياء صادقون مرسلون من الله اهـ . (9)

والملاحظ هنا : سؤال الكاهن عن هل يأتي رسل آخرين ، والجواب أتى من المسيح عليه الصلاة والسلام بالنفي بالانبياء مما يثبت صحة اعتقاد المهدي عليه السلام ، بأن المنفي اتيان نبي بعده لا رسول وهو الباطل ، لا أن الباطل يأتي بعده رسول ولو كان لأثبت هنا بالجواب نفي ما سأل عنه هذا الكاهن ولزيد عليه نفي ان يكون بعده رسول كذلك ، فتأخير البيان لا يجوز وقت الحاجة إليه ، والحاجة ماسة هنا لنفني كل باطل يكون بهذا السبيل ، وحين عدل عن ذكر الختم بالرسل للختم بالانبياء تعرفنا بذلك ان الإعتقاد الحق ما تقرر في هذه الدعوة المباركة ، وقد سار على هذا المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم مثل ما قاله المسيح جوابا لهذا الكاهن في أكثر من خبر ، منها ما نص عليه الشيخ " سالم بن حمود " وغيره ، وسيأتي مزيد ذكر لمثل هذا لاحقا بحول الله تعالى .

وما قرره المسيح عليه السلام في إنجيله عين ما تقرر في كتاب الله تعالى موافقة من القرآن الكريم لما ورد بإنجيله عليه السلام ، حين أكد على أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خاتم الأنبياء ولم يقل خاتم المرسلين .

وعليه كان يقيننا بأن المهدي من رسل الله عليهم الصلاة والسلام ، ويؤيد ذلك وينص عليه ما ورد بكتاب الله عز وجل قوله :

﴿ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ 0 فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ 0 يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ 0 رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ 0 أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ 0 ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ﴾

كذلك ما ورد في إنجيل المسيح عليه السلام وفيه مواطئة لما تقرر قبل في جوابه للكاهن اليهودي ، ولما ورد في هذه الآيات من القرآن الكريم ، أعني قول داود عليه السلام حكاية عما سيقوله الله تعالى لنبيه بعد قبضه حسب ما ورد في نبوءة الزبور مقرا لها ، ومثبتا صحتها وسلامتها من تحريف اليهود ، فقال نقلا عن الزبور : " قال الله لربي اجلس عن يميني حتى أجعل أعداءك موطئا لقدميك ، يرسل الرب قضيبك الذي سيكون ذا سلطان في وسط أعدائك " اهـ . (10)


وهذه نصوص صريحة في كتب الله تعالى ، تفيد أن بعد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم سيبعث رسول من الله عز وجل ، ولا رسول بعد المصطفى إلا المهدي حفيده عليه الصلاة والسلام .

عودة لنقل بعض الأخبار التي تقيد في الفرق ما بين الأنبياء والرسل ، ولتقرير الشيخ " سالم بن حمود الخالدي " حفظه الله تعالى في أن قاعدتهم ( أن كل رسول نبي ) لا يسلم لهم إطلاقها في كل رسل الله تعالى ، فقال :

ونحن لا نسلَّم بهذه القاعدة ان كل رسول نبي , وعندنا فيها تفصيل .

ثم إنها قاعدة مختلف فيها بين أهل العلم كما هو في كتب التفسير ، واعلموا انهم ليس عندهم دليل لا من القرآن ولا من السنة التي توجب اليقين على هذه القاعدة فيرجع احتجاجهم بالظنيات وهي غير مقبولة في هذا الأصل العظيم الا وهو الإرسال نفياً وإثباتاً .

وهي قاعدة لم يجمع عليها الصحابه والتابعون لهم بإحسان ، بل ولم يؤثر ذلك عن أحدٍ من أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أو أحد من التابعين لهم بإحسان فيما نعلم ، فإن هذه الأصول الثلاثة الكتاب والسنة الثابتة وإجماع الصحابة والتابعين لهم بإحسان هي التي تعرض عليها أقوال الناس وأفعالهم وما ينتحلون من الدين فإن وافقه وإلا كان باطلا .

والقاعدة التي يحتجون بها ليس عليها دليل مما ذكرنا وإنما ذكرها بعض أهل العلم ولم يذكروا عليها دليلا وهذا هو التقليد بعينه والتقليد يفيد الظن ولا يوجب اليقين والظن لا يغني من الحق شيئا اهـ .

هذا قوله بإختصار في رد قاعدتهم قرره في مقالته النافعة جزاه الله خيرا " السالمية في نصح أتباع المهدية . . "، وسيأتي لاحقا النقل عنه بأتم من هذا في أحد الفصول الأخيرة إن شاء الله تعالى ، ولي معه وقفه هنا مع قوله : ( إنها قاعدة مختلف فيها بين أهل العلم ، كما هو في كتب التفسير ) .

فإن كان ما يعنيه بذلك وجود من يوافق ما تأصل في الدعوة المهدية ــ تصريحا ــ وفقا لما ثبت عن ابن عباس وأبي ابن كعب في تلاوة ما يدل على ارسال " المعلَّم " من العزيز الحكيم ، وكذلك ما صرحت به آيات سورة الدخان في هذا الخصوص ، فأنا أستبعد وجود مثل هذا عن أحدهم بالنطق الصريح ، سواء كان ذلك في كتاب التفسير ــ على ما أشار الشيخ ــ أو كتاب من المبسوط في المعتقد .

وربما مراده حفظه الله وفك أسره ، منع بعضهم اطلاق مفهوم هذه القاعدة إلا في جنس البشر ، وأخرجوا من اطلاقها " الرسول الملكي " مثل جبريل عليه السلام على ما مر معنا الإشارة له .

وقد قال بهذا التقييد شارحي الصحيحين ، الإمام النووي وابن حجر العسقلاني رحمهما الله تعالى .

قال النووي على الرغم من تعميمه القول في ذلك في كتاب الذكر والدعاء حين قال هناك : وقد قدمنا في أول شرح خطبة هذا الكتاب ــ يريد صحيح مسلم ــ أنه لا يلزم من الرسالة النبوة ، ولا عكسه اهــ .

وحين الرجوع لقوله في المقدمة عرفنا ما يعني ، وذلك بتعقيبه على قول مسلم رحمه الله في خطبة كتابه : وصلى اللهُ على محمدٍ خاتم النبيين ، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين اهـ . (11)

قال النووي معقبا على هذا القول : وقد ينكر على الإمام مسلم قوله : ( وعلى جميع الأنبياء والمرسلين ) ، فيقال إذا ذكر الأنبياء لا يبقى لذكر المرسلين وجه لدخولهم في الأنبياء فإن الرسول نبي وزيادة .

ولكن هذا ضعيف ويجاب عنه بجوابين :

أحدهما أن هذا سائغ وهو أن يذكر العام ثم الخاص تنويها بشأنه وتعظيما لامره وتفخيما لحاله وقد جاء في القرآن العزيز آيات كريمات كثيرات من هذا مثل قوله تعالى : ﴿ من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال ﴾ وقوله تعالى : ﴿ واذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى ﴾ وغير ذلك من الآيات الكريمات .

وقد جاء أيضاً عكس هذا وهو ذكر العام بعد الخاص قال الله تعالى حكاية عن نوح صلى الله عليه وآله وسلم : ﴿ رب اغفرلي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات ﴾ فإن ادعى متكلف أنه عنى بالمؤمنين غير من تقدم ذكره فلا يلتفت إليه .

الجواب الثاني : أن قوله والمرسلين أعم من جهة أخرى وهو أنه يتناول جميع رسل الله سبحانه وتعالى من الآدميين والملائكة قال الله تعالى : ﴿ الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس ﴾ ولايسمى الملك نبيا فحصل بقوله والمرسلين فائدة لم تكن حاصلة بقوله النبيين والله أعلم أهـ .

وعلى وفقه فهم أن المراد من قوله الأول بالمنع من الإطلاق ، ادخال الرسول من الملائكة مع الرسل من البشر فلذا بحسب رأيه لا يدخل التعقيب على كلام مسلم رحمه الله تعالى .

ومثله ما قرره شارح صحيح البخاري ابن حجر ، إلا أنه زاد على ذلك اعتبار الإرسال القدري ! للشياطين والرياح وما شابه ، فقال في قصة ابن صياد ومنع المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم من قتله : أنه لم يصرح بدعوى النبوة ، وإنما أوهم أنه يدعي الرسالة ، ولا يلزم من دعوى الرسالة دعوى النبوة ، قال تعالى : ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾ اهـ .

وفي كتاب الوضوء قال : لفظ النبي أمدح من لفظ الرسول لأنه مشترك في الإطلاق على كل من أرسل ، بخلاف لفظ النبي فإنه لا اشتراك فيه عرفا ، وعلى هذا فقول من قال : ( كل رسول نبي ) . . , لا يصح إطلاقه اهـ .

يريد بذلك الإحتراز من ادخال من أرسل من الملائكة بهذا الإشتراك ، أو من أرسل بالقدر مثل الشياطين والرياح ، أو بعث عسكر نبوخذ نصر .

ولا اعتقد غير هؤلاء ، ولو كانوا من المفسرين سيخرجون بأكثر مما قال شراح الصحيحين حتى يوافقوا أصل الدعوة المهدية في مخالفة تلك القاعدة المضللة في أن كل : ( رسول نبي ) ، ويجيزوا لما ثبت مما قدمنا ذكره ارسال غير النبي من البشر لا الملائكة ، ومن علم ذلك عن أحدهم على ما ألمح لذلك الشيخ " أسد الناجية " فليدلنا على ذلك مشكورا .

إلا أن يريد الشيخ حفظه الله بإشارته لعدم الإتفاق منهم على هذه القاعدة بما أوردته عن النووي وابن حجر ومن قال بقولهم ، فنعم حينئذ يصح دعوى عدم الإتفاق منهم على الإطلاق في هذه القاعدة المضللة ، والله أعلم .

---------------------------------------
(1) فتح الباري 6 / 209 .
(2) السالمية في نصح أتباع المهدية . . .
(3) محاججة اللئام آخر الفصل الثاني .
(4) السالمية في نصح أتباع المهدية . . .
(5) مقالة : ( من أدلة ارسال المهدي في آيات القرآن الكريم ).
(6) صحيح مسلم 17/52 شرح النووي .
(7) الفتح 12/393 .
(Cool مشكل الآثار للطحاوي 3/163 .
(9) الإنجيل 121 .
(10) الإنجيل ص 60 .
(11) راجع شرح النووي لصحيح مسلم .


يتبع.....................
تحيتي
أختكم دماء الطف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alkazem.ahlamontada.com
دماء الطف (ام منتظر)
مديرة المنتدى
دماء الطف (ام منتظر)


المساهمات : 257
تاريخ التسجيل : 01/08/2008
العمر : 35

هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد Empty
مُساهمةموضوع: رد: هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد   هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد Emptyالخميس ديسمبر 04, 2008 11:19 am

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمــة


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء وسيد المرسلين نبينا محمد ، وعلى الأتقياء الأوفياء من آله وصحبه ، من الأولين والآخرين ، أما بعد :

لا زالت شبهة اعتقاد العامة في هذه الأمة ختم الله تعالى بالمصطفى صلى الله عليه وآله وسلم الرسل مثل ما ختم النبيين لا تنفك عن رؤوس الكثير ممن غفل عن حقيقة الدين ودلالة كتاب رب العالمين في هذا الأمر الجلل ، مع أنهم يرون الله عز وجل ينص في كتابه على الختم به الأنبياء دون المرسلين ثم لا يلتفتون لدلالة ذلك التخصيص ولا يعتبرون الخطاب الرباني فيه ، قال سبحانه : ﴿ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً 0 مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً ﴾ .

فنص على الإخبار بالختم به الأنبياء دون المرسلين على الرغم من افتتاحه بأشرف صفاتهم وهي إبلاغ رسالات ربهم فابتدئ ذلك في وصفهم ، ثم ختم بأن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم منهم ، مع إعلامه أنه خاتم النبيين دون المرسلين ، فكان في هذا التخصيص بكتاب الله تعالى بيانا لمراده سبحانه وهو المحيط بكل شيء علما ، وفي علمه أنه سيرسل حفيده المهدي عليه السلام آخر الزمان مثل ما أرسل من المحدثين في السابقين وقد أخبر عن ذلك بكتابه العزيز في آيات سورة الدخان ، لذا لم ينص بكتابه على أنه خاتم المرسلين بل الأنبياء ، وهذا منه سبحانه إخبار بهذه الحقيقة العظيمة والتي رد تصديقها من الذين لا يعلمون ولا يعقلون من جهلة زماننا ، حتى انتهت قضيتهم في آخرهم ممن ابتلوا بمعاصرة هذه الدعوة المباركة وأدركوا بعث ولي الله تعالى المهدي عليه السلام للتكفير بهذا الإعتقاد وهذا التصديق ، فكانت محنتهم في هذا الإدراك من البلاء العظيم والإمتحان الشديد ما جرهم لتكذيب القرآن وسنة سيد الأخيار عليه الصلاة والسلام ، فكانوا بذلك ما بين الكفر بكتاب الله تعالى وسنة نبيه ، وبين الإيمان بهذا الحق ، لا نجاة لهم بغير ذلك لمن أدرك من يكون المهدي ، أو هو الكفر لتكذيب الكتاب العزيز وخبر الصادق المصدوق صلوات ربي وسلامه عليه .

وكان مما زين بعقولهم الشيطان هذه الشبهة فحسبوها من وحي الله وما هي من وحيه ، إنما الشيطان يزخرف لهم بها ليصدهم عن الحق لما جاء والرب يقضي بما يشاء ويحكم سبحانه لا معقب لحكمه ولا مغير لقدره ، فكان منهم فوق الإعراض عن دلالة تلك الآية من كتاب الله تعالى ، عدم إلتفاتهم لما قاله المصطفى صلى الله عليه وسلم وقوفا عند حد الله تعالى الذي حده بكتابه ، أنه خاتم النبيين لا المرسلين ، فما كان يخبر صلوات ربي وسلامه عليه إلا على وفق ذلك ، تكرر منه هذا مرارا وهو لا يتجاوزه ، وكان في ذلك على ظاهر القرآن وباطنه ، ثم هو لا يحيد عن ما نص عليه الرحمن عز وجل بأنه خاتم النبيين لا المرسلين في جملة من الأخبار ، وحتى أصحابه كانوا رضوان الله عليهم لا يجوزون هذا الحد وهذه الحقيقة إلتزاما منهم بما أخبر جل وعز ووقف عنده كتابه ، أن محمدا صلى الله عليه وأله وسلم إنما خُتِمَ به النبيين لا المرسلين .

من ذلك حديثه في مسند أحمد والصحيحين وغيرهم ، ولفظه : " مثلي ومثل الأنبياء من قبلي ، كمثل رجل بنى بنيانا ، فأحسنه وأجمله ، خلا موضع لبنة من زاوية من زواياه ، فجعل الناس يطوفون به ، ويتعجبون له ، ويقولون : هلا وضعت هذه اللبنة ؟ قال ، فأنا تلك اللبنة ، وأنا خاتم النبيين " .(1)

وفي حديث للطبراني عن جابر رضي الله عنه انه قال صلى الله عليه وآله وسلم : ( أنا قائدُ المرسلين ولا فخر ، وأنا خاتم النبيين ولا فخر ) . (2)

وكما يرى أخي المؤمن أنه صلى الله عليه وأله وسلم عد نفسه قائدا للمرسلين وفي النبيين الخاتم ، ولو كان لا اعتبار لهذا التفريق والتخصيص بالختم عنده ، وأنه في علم الله تعالى خاتمهم أجمعين لما صح هذا التفريق بتاتا ، بل لاعتبره أي عربي فصيح مجرد حشو كلام ولغو لا معنى له ، ولكان الأصح عندهم بل الأوفق لكونه أفصح العرب وأكثر تحدثا بمجتمع الكلام أن يقول : ( انا قائد المرسلين والنبيين وخاتمهم ) . لكنه يواطئ القرآن ويعلم حقيقة معنى الآية ، وسيأتي مزيد تعليق على هذا لاحقا مع ذكر بعض أخبار عنه صلى الله عليه وآله وسلم من جنسها مع التعليق عليها بإذن الله تعالى .

كذلك من أصحابه ممن وعى هذه الحقيقة ابن مسعود فكان رضي الله عنه في صلاته بعد التشهد يصلي على نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم ويقرر هذه الحقيقة ويعمل بها دينا بقوله لمن سأله أن يعلمهم كيف يصلون على النبي على ما ورد بهذا الخبر ، حين قال : إذا صليتم على رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم ، فأحسنوا الصلاة عليه ، فإنكم لا تدرون ، لعل ذلك يعرض عليه ، فقالوا له : فعلمنا ، قال ، قولوا :

" اللهم اجعل صلاتك ، ورحمتك ، وبركاتك على سيد المرسلين ، وإمام المتقين ، وخاتم النبيين ، محمد عبدك ورسولك ، إمام الخير ، وقائد الخير ، ورسول الرحمة ، اللهم ابعثه مقاما محمودا ، يغبطه به الأولون والآخرون ، اللهم صل على محمد ، وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم ، وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد ، وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم ، وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد " . (3)

قال بسيادته على المرسلين وإمامته للمتقين ، أما النبيين فنص على أخص صفة له فيهم وهي " الختم " ، ولو كان شرعا هو خاتم جميع المرسلين والأنبياء لما غاير بينهم في الصفات مثل ما هو ظاهر هذا الأثر عنه رضي الله عنه .

وابن مسعود لعلكم لا تعلمون شأنه في هذا ، فحديثه فيما يقول المرء آ خر صلاته في الجلوس للتشهد أصح الأحاديث على الإطلاق اتفق على ذلك الشيخان ، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعلمه ذلك كما يعلمه السورة من القرآن ، حتى روي عنه ذلك من أوجه كثيره ، لحرص الناس على تعلم ما يقولون في آخر صلاتهم منه ، فقد كان يأخذ التشهد والتحيات من فيّ رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم الشريف ! ، ولم يتفق البخاري ومسلم إلا على حديثه دون غيره من الصحابة .

وقريب من قول ابن مسعود هذا روي عن ابن عمر رضي الله عنهما ذكره مولى لبني هاشم يقال له ثوير أنه قال : قلت لابن عمر : كيف الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟ فقال ابن عمر : قل " اللهم اجعل صلواتك وبركاتك ورحمتك على سيد المرسلين ، وإمام المتقين ، وخاتم النبيين محمد عبدك ورسولك إمام الخير وقائد الخير ، اللهم ابعثه يوم القيامة مقاما محمودا يغبطه الأولون والآخرون ، وصل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد " . (4) مثل ما قال ابن مسعود سواء .

وليس ببعيد أن هذا أخذ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقد روي بالرفع مثل لفظه لكنه مختصر والموقوفات هنا أتم لفظا .
--------------------------

(1) متفق عليه ورواه أحمد وغيرهم كثير .
(2) الطبراني في الأوسط 1/61 والبخاري في الكبير 4/286 والبيهقي في دلائل النبوة 5/480 .
(3) رواه ابن ماجة والطبراني في الكبير وابن أبي عمر وأبو يعلى ، قال الوصيري موقوف وإسناده حسن .
(4) قال البوصيري رواه أحمد بن منيع .

يتبع............
تحيتي
أختكم دماء الطف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alkazem.ahlamontada.com
دماء الطف (ام منتظر)
مديرة المنتدى
دماء الطف (ام منتظر)


المساهمات : 257
تاريخ التسجيل : 01/08/2008
العمر : 35

هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد Empty
مُساهمةموضوع: هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد   هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد Emptyالأربعاء ديسمبر 03, 2008 7:34 am

هو كتاب هام بل هو من أهم كتبه عليه السلام في الإعتقاد مع كتابه الآتي قريبا إن شاء الله تعالى للرد على أهل الحديث وسلفنا الصالح في باب صفات المولى عز وجل .

والحمد لله الذي بصرنا بدينه وهدانا سبحانه بما يعرفنا مهديه وخليفته ورسوله عليه الصلاة والسلام ، فهو أحق من يوفق لهذا التجديد ويبصرنا بما آتاه الله تعالى من هدايات عظيمة ندرك بها توافق وتلابس الفطر المستقيمة مع الحق المبين ، التي لم يشوها بعد التقليد الأعمى ولا التعصب المقيت .

لا أطيل عليكم وأدعكم للقراءة مع هذا السفر العظيم والذي أثبت هنا لنقض شبهة القوم في أن الله تعالى كما ختم بالمصطفى صلى الله عليه وآله وسلم الانبياء ختم به كذلك المرسلين ، نقضها بما لم يسبق له ، نقولها بلا فخر والله يشهد وعباده الصالحون على ذلك .

وننبه على أن تنزيله هنا للقراءة تباعا نبدأ أولا بالمقدمة وفصلين تاليين ، ثم يتلوهما الفصول الأخيرة ويتم بذلك الكتاب .

وسيكون بإذن الله تعالى معروضا للقراءة تاما آخر الليلة أو غدا بالكثير مع الوعد بالإسراع بتنزيله بالمنتدى بعد ذلك لتحميله كتابا تاما بمغلفه الخاص به ، والله يوفق الجميع .

ولي عودة لتكملة الباقي ان شاء الله

هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد 778707725

ارجو التثبيت واكون شاكرا لكم هذا المعروف
يتبع.................
تحيتي
أختكم دماء الطف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alkazem.ahlamontada.com
 
هذا كتاب جديد للمهدي عليه السلام بأهم مسائل الإعتقاد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الامام الكاظم عليه السلام :: ¤©§][§©¤][ المنتديات الاسلامية ][¤©§][§©¤ :: قسم الفقه :: مكتبة الكتب والاشياء الاسلامية-
انتقل الى: