هبط الكتاب الكريم( القرآن الكريم ) على صاحب الرسالة العامة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله بكل ما يصلح هذه البشرية في كافة نواحيها الحيوية فلم يغادر ضغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ولم يفرط في شيء مما تحتاجه هذه الحياة إلا عالجه ولم يهمل جانباً من جوانب إصلاحها إلا أبانه ملائماً لكل ظرف من ظروفها موافقاً لكل دور من أدوار حياة الانسان في أجياله المتعاقبة وعصوره المتتالية
فهو إذن قانون عالمي عام وناموس إصلاحي شامل ومنهاج سماوي حكيم أرسله اللطيف الخبير بواسطة أصدق خلقه لاسعاد هذا الانسان الجاهل وتقويم ما اعوج من طباعه وانتشاله من هوة الهمجية إلى مرتفع ذروة الراحة والهناء فكان من الضروري نظراً لهذه الغاية السامية أن يجيء شاملاً بعنايته الاصلاحية لكل ناحية من مناحي الحياة الانسانية ليسير كل حي في طريقه إلى السعادة فيؤدي واجبه من الطاعة والعبادة .
وهكذا فقد جاء القرآن الحكيم وفيه تبيان كل شيء هدى ورحمة للعالمين حاوياً من الكنوز العلمية والارشادات السماوية مالا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم ممن مَن الله عليهم بمعرفتها وأختارهم للأطلاع عليها وخصهم دون خلقه بها فجعلهم أدلاء على الخير ومصابيح يهتدى بهم نحو سبيل الحياة السعيدة
فلنكون شاكرين لله بالعمل فيما يجب به الشكر