(
مواجهه ..
قضيت أول ثلاثة أيام في غرفتي لم أخبر أحدا بشيء .. كنت أقضي الصباح في النوم والليل في الدراسة .. وأما بعد الظهر كنت أتكلم في الهاتف مع سارة أو مها .. وكانت هذه الحادثة الأخيرة قد جعلتنا قريبات جدا من بعض ..
فتح الباب بقوة ودخل والدي بغضب كنت أمسك بكتابي بين يدي أحل بعض المسائل التي شرحتها لي عفراء عبر الهاتف ..
لأول مرة منذ وقت طويل يدخل والدي لغرفتي ..
" فاطمة .. "
" نعم يا أبي .. "
" قال لي السائق أنك لم تذهبي للمدرسة منذ ثلاثة أيام ؟؟ مالسبب ؟"
شعرت كأني قلبي توقف .. نظرات أبي النارية تطلب جوابا سريعا وأنا لا أعرف ماذا أقول ؟ ... عجزت التنفس عدة دقائق ..
" أنا .. آآآآآآآآ..... "
" أنت ماذا ؟؟ لن أتسامح في ترك المدرسة .. منذ الغد تعودين لمدرستك .. أسمعتي؟؟ "
" لللل...كن .."
"لكن ماذا ؟؟ "
قلت وقد شعرت أن شجاعتي قد خانتني .. "
"لااستطيع " "
" ماذا ؟؟ ارفعي صوتك ؟؟ "
" لا أستطييــ....ــع.."
" لماذا .؟؟ ""
كان والدي غاضبا جدا ... وقد شعرت للحظة أن عينيه اشتعلت نارا .. وقررت قول الحقيقة .. قلت بصوت منخفض
"تم فصلي لمدة اسبوع "
"ارفعي صوتك لماذا تهمسين ؟؟""
"تم فصلي لمدة اسبوع "
قلت جملتي الأخيرة التي صدمت والدي كثيرا .. وأمسك بأذني بقوة ..
"لمــأذا؟؟ "
قلت بسرعة وأنا أرجف ,,,
" تعاركت زميلتاي وكنت أباعد بينهما فحسبتني المديرة معهما !"
ترك والدي أذني ومسح على رأسي .. قال بنفاذ صبر
"هل تعلم والدتك بالموضوع ؟؟"
هززت رأسي بلا ..
"توقعت هذا .. "
تركني أبي وخرج .. بعد عشر دقائق سمعت صراخا في الخارج وبدأت في الإرتجاف .. ثم فتح باب غرفتي بقوة وكانت والدتي في قمة انزعاجها وغضبها
" أصحيح ماقاله والدك ؟؟ "
" أجل "
كان كل طرف فيني يرتجف بشدة .. هذه اللحظة التي كنت أنتظرها
منذ أيام .... انفجار أمي وغضبها ..
" فصلت من المدرسة فاطمة ؟؟ فصل ؟؟ والسبب عراك ؟؟ ولم تخبريني ؟؟ ألهذه الدرجة تكرهيني لتجعلي والدك يستهزأ بي وبتربيتي لك ؟"
في تلك اللحظة توقفت عن الإرتجاف .. وقد أدركت حقيقة غضب والدي .. فقلت مصرحة وقد فاض بي الكيل
" لماذا لم تخبريه أن جدتي هي من قامت بتربيتي لا أنت "
نزلت يد والدتي على وجهي وكانت للمرة الأولى في حياتي تمد يدها وتضربني ..
" أتشكيكين بتربيتي لك أيتها العاقة ؟؟ بعد كل هذ العمر ؟؟ أتجرأين ؟؟ ألا يكفي أني تحملتك وأنت بهذا الشكل ؟؟ ألا يكفي أني كنت أصرف عليك كل مالي ؟؟ "
كانت كلماتها غير منطقية بالمرة بالنسبة لعقلي وقلبي اللذان قررا مواجهتها بحقيقتها
" أنا لست بعاقة . وأنا لا أعتبرك أمي .. فلم أر فيك أي شيء من هذه الكلمة .. استمعي إلى نفسك .. لا توجد أم في هذه الدنيا تكلم أبناءها كما تفعلين إني أكرهك !"
أغلقت الباب بعد أن دفعتها إلى الخارج وأقفلت الباب وانخرطت في بكاء مرير .. طرق الباب كثيرا من عدة أشخاص لكني لم أبه لأحد .. رن هاتفي الخاص كثيرا لكني كنت في حالة نفسية سيئة جدا .. بعد عدة ساعات فتح الباب من الخارج ..
كانت جدتي التي تبدو حزينة جدا
" ارتدي ملابسك سنخرج أنا وأنتي .."
لم أمانع وهذا ماكنت أحتاجه .. أن أخرج من قوقعتي ودموعي .. أخذتني جدتي إلى البحر ولم تتكلم طوال الطريق .. لكني أخيرا ارتميت في حضنها وبكيت كثيرا .. كما لم أبك في حياتي اشتكيت لها سبب حزني .. وقلت لها كل آلالامي وأحزاني .. وكانت تطيب خاطري بكلماتها الطيبة ...
" سأذهب معك إلى المدرسة في الاسبوع القادم..وإن تكرر هذا الموقف لاتخبري احدا فقط إلجأي إلي ... أسمعتي ؟ "
" أجل "
بقينا حتى الغروب عند شاطئ البحر.. ثم أخذتني جدتي إلى منزل عمتي ...
" سنام الليلة هنا .. "
لم أمانع .. بالعكس .. وجدت بين يدي عمتي وبنات عمتي مالم أجده بين يدي والدتي .. الإهتمام ... أخبرتهن باستمتاع ماحدث بالضبط وانخرطن في ضحك شديد عندما تخيلن وجوه الفتيات كما أصفها .. وعندما ذهبت لغرفة صافية ومنى ..